بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله : والصـــلاة علـــــي سيــــدنا رســــول الله , وعلي اله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
لا أدرى كيف سأفتتح هذا الموضوع ولا كيف سأتناوله وأخوض فيه , أو بالأحرى , كيف لي أن افتتحته وخضت فيه أن أختمه وأنهيه , ليس هذا لعجز عندي ولا لقصور في عزيميتى وهمتي , بل لأن الموضوع ذاته موضوع " ذو شجون , ويصعب علي في مقام ضيق مثل هذا المقام أن أزعم انه بالإمكان الإحاطة بكافة أطرافه وجوانبه , ولكنني سأبدأ مستعيناً بالله سبحانه فأقول ما قاله نبيه ورسوله صلي الله عليه وسلم :" اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم " أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
اتقوا الله في النساء ؟ نعم في زماننا هذا الذي سادت فيه النساء أو كثير منهن علي الأقل ؟ نعم .. نعم لأن الفكرة السائدة والمسيطرة والتي استحوذت علي عقول كثير من الرجال هي أن النساء اليوم أصبحن هن المسيطرات علي زمام الأمور وهن اللواتي يمسكن بتلابيب الرجال ويسحبنهم ورائهن الى حيث أردن , وأنا أقول أن هذه الفكرة لا تخلو من الصحة في الكثير من حيثياتها , ولكن المصيبة والجريمة انه في وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج من مظاهرة سيطرة النساء وبروز الأثر السئ لتبرجهن وسفورهن وإنعدام أخلاقهن , في وسط هذا كله ضاعت وانطمست حقوق تلك المرآة المسكينة المغلوب علي أمرها , تلك التى مسخت شخصيتها وغيب دورها , وقبرت أحلامها وأفكارها وتطلعاتها خلف لهيب الأفران في المطابخ , وتبخرت كل أرائها وأفكارها مع بخار الطناجر والقدور وتلاشى كل معلم من معالم كرامتها كما تتلاشى فقعات الصابون الذى تغسل به الثياب في غسالة أبيها أو أخيها أو زوجها , ووالله لقد رأيت في مجتمعي الصغير الذى أعيش وأحيا فيه وفي نطاق أسر وعائلات أقاربي ألواناً من القمع والدكتاتورية والتسلط الذكورى البغيض الذى يمارس علي البنات والنساء , حتي أنك تجد الطفل " المفعوص " الذى لم تفقس عنه البيضة الا منذ لحظات يفرض رأيه وأوامره ونواهيه ويستعرض قدراته التحكمية والقيادية علي أخواته اللواتي يكبرنه بسنوات وسنوات بل وربما علي أمه وجدته ايضاً , كل هذا تحت إعجاب الرجال وتشجيعهم , ورأيت في شهر الصيام الرجال وهم يسهرون طوال الليل وينامون ساعات النهار . ولاعمل " للحريم " إلا الطبخ وإعداد الأطباق والأكلات والمشروبات , والويل لمن تقصر منهن في أداء واجبها ولو بالنقص في مقدار ملح الطعام , وأنا أقول لأمثال هؤلاء وأنا علي يقين مما أقول , أقول أن صيامهن عندالله خير من صيامكم وأنه عند الله تجتمع الخصوم وسيأخذ كل ذى حق حقه وأخيراً أقول أن ديننا لا إفراط فيه ولاتفريط , وليس معني المحافظة علي الأخلاق وتربية البنات علي الحشمة , وأن نطمس شخصياتهن ونقمع أرواحهن الرقيقة الى الدرجة التى تفكر معها الكثير منهن في الاقدام علي الانتحار أو سلوك طريق معوجة وإقامة علاقات أثمة مع معدومى الأخلاق والضمير في سبيل الخلاص من سطوة أبيها أو أخيها , وكما سبق وأشرنا وحديث طويل ذو شجون " ولكن اللبيب من الإشارة يفهم "
إلى الملتقي
علما بأني قد نشرت هذا الموضوع في منتدي الكساد في عام 2005