اجتياح الأسرة والهجوم المعاكس..... الحلقة الثانية

بناء الأسرة ليس أمراً سهلاً ولا كلاماً ، وإذا كنا قلنا أننا راضون عن تركيب الاسرة بوضعها الحالي نوعا ما فاننا بذلك نضع النواة الاولى للبناء الحقيقي للاسرة المسلمة من دون عقبات او خوف من الضياع فاذا كان تعلم العلم من المراحل الاولى وحتى التخرج من الجامعة يحتاج 21 عاما من التعليم المتواصل فاننا نرى اليوم اننا لم نتعلم وحتى الان كيف تتكون الاسرة وتنمو وفق طريقة سليمة حيث لابد على الاهل تدعيم المفاهيم لكل من البنت والشاب من اجل خلق العناصر الملتزمة دينيا واحتماعيا بما هو منصوص من اجل الطبيعة ؛وفي الحقيقة فإننا راضون إذا علمتم فقه الأسرة في عشر سنوات ؛ راضون جداً إن أثمر فقهكم في الأمة بعد ربع قرن! أما صاحب وصاحبة الجدال والهوى فلا يتعبن أنفسهم فالطريق وعرة والنفوس جموح ... والهوى قائد! من تجرد يسير .

موضوع الأسرة المسلمة موضوع طويل شائك ويحتاج إلى جهد وصبر ؛ نبدأ به رويداً رويداً فإن وصلنا إلى موقف نعجز عنه اعتذرنا!

والصلة بين الأسرة الصغيرة وأسرة المسلمين العامة الشاملة الممتدة ؛ صلة اندغام كامل ؛ إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ؛ اللهم فقهنا وزدنا علما ياعليم.

أيها الزوج الغيور
قال النبي صلى الله وعليه وسلم :( استوصوا بالنساء خيراً ، و قال صلى الله وعليه وسلم:خيركم خيركم لاهله(أي لزوجته) و أنا خيركم لأهلي ) فانتبه أيها الزوج الى ما يلي:

1- كن رؤوفاً رحيماً بزوجتك حفيظاً عليها و لا تظهر معايبها لغيرك ، واجعل فضل قوَّتك لجبر ضعفها لا لقهرها ،وعلمها أمور دينها، ومرها بتقوى الله و الصلاة و الصيام و غض البصر و حفظ اللسان فإنك مسؤول عن ذلك أمام الله و في تقواها مصلحة لك.

2- إذا رأيت في زوجتك اعوجاجاً فقومه بالحكمة و الموعظة الحسنة ، واجتنب معها السباب و الشتائم،وإذا استحقت التأديب فلا تتجاوز حدود الشريعة السمحة. ( ومن وجهة نظري ابعد عن حياتكما شبح الاهانات الفظية والقدح والضرب فانها تؤدي بحياتك الى الهاوية)

3- كن مصلحاً لزوجتك و ناصحاً لها بحسن المعاملة ، ولا تستسغ لنفسك لذة يكون لها فيها أذى أو ضرر و حافظ على عفافك و لا تمُدّن عينيك إلى غير زوجتك ممن حرم الله عليك ، وجنب زوجتك مواطن الريبة و كل ما يهوِّن عليها أسباب الفسوق ويؤدي إلى غيرتك ، و إن لم تفعل و تساهلت و كنت الساعي إلى إفسادها فأنت المسؤول في النهاية .

4- لا تقطع بعد زواجك عوائد البر عن والديك و أقاربك و احفظ التوازن بين حقوقهم عليك و حقوق زوجتك و التزم الحكمة في التأليف بين الجهتين، و احترم أهل زوجتك كما تحب أن يحترموك.

5- لا تكلف زوجتك أمراً أو عملاً يتنافى مع أحكام الدين ، و إن أنت كلفتها و أبت هي فلا تغضب ، و ليكن إباؤها موضع تقديرك.

6- وسِع في النفقة على زوجتك ما استطعت و أجبها إلى كل طلب مشروع و إن لم تستطع فتلطف في الاعتذار.

7- احذر الغضب والتعصب لغير الحق في طريق التفاهم مع امرأتك ، و إياك أن تعمد الى طردها من بيتك أو تهديدها به فإنه يفسد عيشكما ويصدع قلوبكما.

8- لا تتدخل إلا في المهمات من أمر البيت و لا تطلب من زوجتك عملاً لم تهيء لها أسبابه.

9- يُندب لك الاقتصار على زوجة واحدة إلا لحاجة فإن ابتليت بتعدد الزوجات فعليك بالعدل بينهن في النفقة و المبيت . (اذا انت بواحدة لم توفها حقها فكيف بك باربع ).

10- إياك و الطلاق فإنه أبغض الحلال إلى الله و لا تتعود الحلف به لا سيما في الغضب فإنه يُعقبك ندامة و يشتت شمل أولادك ، فإذا اضطررت إليه فأوقعه و زوجتك غير حامل أو في طهرلم تعاشرها فيه بعد روية و مشورة و بذل الجهد.وهذا كله في الاصلاح فقد روي عن النبي صلى الله وعليه وسلم : و تزوجوا و لا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش و لا تلجئها الى التنازل عنها أو شكايتك للقضاء من أجلها

11 – إياك أن تتركي أولادك لتربية الشوارع و توليهم بالتربية الدينية و الجسمية فهم في الكبر إما لكِ و إما عليكِ.


وف الختام ايها الزوجان... اضن انكما متعاهدان ....على السير متحابان .....وإن رزقتما ولدا فالثاني قادم بعد عام ....فهذا نصحي لكما في الختام ...


هذا أهم ما يتطلبه واجب الاخلاص بين قلبين جمعتهما رابطة الزواج المقدسة في حياة ملؤها المتاعب و الاعباء يجب التعاون و النهوض بها ، و كل ما يُرجى أن تأخذا بنصائحنا و أن تعاهدا الله تعالى على أن تتخذا منها دستوراً لكما في الحياة ، وفقكما الله تعالى إلى ما يحبه و يرضاه ، و صدق الله العظيم القائل: واخذنا منكم ميثاقا غليظا

أ