من قال أن الرضا راحلٌ

ومن قال أن الرضا راحلٌ

أكتـمُ مـا لـيـس يُستكـتـمُ فمـا للجـوى بعـدهُ يُـوجِـمُ
ومن قال أنَّ ( الرضا ) راحـلٌ ومـن قـال أنَّ المـدى مُظلـمُ
طوى الحزن من أضلعي ما يشا ءُ والآه يؤلمـهـا المـبـسـمُ
ترفَّـقْ أيـا دهـرُ إنَّـا هـنـا نـذوق الأمريـن ، نستـرْحِـمُ
وجرحكَ وسط الحشـا غائـرٌ ونــارك وقَّــادةٌ تُـضـرَمُ
تساقطَ دمعـي علـى وجنتـي وآهٍ أيـا دهـر لــو تعـلـمُ
بأنَّـك مزقـتَ منَّـا القـلـوبْ فشريانُـنَـا نـائـحٌ يـلـطـمُ
إلى الله نشكـو رحيـل التقـى ونبراسـه السـيـدُ الأكــرمُ
غفتْ أعينُ الخلق عند المسـاءْ كإغْـفَـاءةٍ فجـرُهـا مـؤلـمُ
فأشرقـتِ الشّمـسُ كاسـفـةً وحمرتُهـا حيـن لاحــتْ دمُ
بقلبـي أقمـت عــزاء لــه وحـق لقلبـي بــه المـأتـمُ
أليسَ هـو الساكـنُ المرتجـى أليـس هـو العشـقُ والمغنـمُ
أليس هو الفجرُ فجـرُ النـدى تقاطـر كالعـذبِ منـه الـفـمُ
وفيه ارتمى العشقُ فـي جنـةٍ تغنـى بـه فَـهُـوَ المـغـرمُ
أخالـه نجمـةَ عشـقٍ بــدتْ ومن نـوره تزدهِـي الأنجـمُ
ومـن شفتيـه انبـرى ناطقـاً كمنبـر عـدل بــه يُـوسَـمُ
إلى الله يدعـو ونهـج التقـى وحـق عـلـي بــه يُـلِـزمُ
وفـي بـارق العيـنِ إشراقـةٌ ولغـز يحـار بــه المُلـهَـمُ
فـإنْ صمتـتْ شفتـاه فــذا حديـثُ الجفـونِ بنـا زمـزمُ
أخـالُ حديثـهُ مِـلْءَ الحشـا يطـوف بهـا فيضُـه المفعـمُ
وفي الفكر من فلـك الأتقيـاءْ يـدور بنـا فكـره المُحْـكَـمُ
وفي سَكَنَـاتِ الجـوى عالـمٌ يتـوه بـه العقـلُ بـل يُوهَـمُ
أهل سكنَ الكونُ ثغرَ ( الرضا ) أم الثغـرُ كـونٌ بـه يَـزخَـمُ
تـرى سُئِلـت كفـه يومَـهـا أيُعـرَف واضـحُـهُ المبـهـمُ
فمن حرَّك القلب من أضلعِـي وشيَّـد مــا خِلـتُـه يُـهـدَمُ
لأنت العظيمُ ومـن يُنجِـب ال عظيـمَ بحـقٍّ سـوى الأعظـمُ
بميقـاتِ حزنِـكِ يـا سـيـدي لبسـتُ الهمـوم بهـا أُحْـرِمُ
وطفـتُ بقلـبـكِ مُسْتلهِـمًـا أحاديثَ عشقِـي التـي أنظـمُ
فـإن كـان للفقـهِ مـنْ مَعْلَـمٍ فأنـتَ لـه سيـدي المَعْـلَـمُ
وأنـت الـذي ينبـري فِكـرهُ بنـور الهـداة فهـل يُـهـزَمُ
وأنت الذي أنطقَ الكونَ صَمتُـهُ وأسلـمَ طوعًـا لـه المِـرْقَـمُ
وعينـك نضَّـاخـةٌ دمعُـهـا بليل الدجـى والـورى نُوّمـوا
وهمسـكَ ينسـابُ فـي لحنـهِ تغاريـدَ فجـرٍ لمـن يحـلـمُ
رسمتَ طريق الهـدى منهجًـا فبـورك نهـج لــه تَـرسُـمُ
وخلتـك والضلـعَ منكـسـرٌ فأنـت وضلـع الهـدى تـوأمُ
إليـك أتـت فاطـمٌ هـا هنـا ودمـع محاجـرهـا العَـنْـدَمُ
تقلِّـب طرفًـا وتحنـي أسـىً وتدنـيـكَ منـهـا وتستـقـدمُ
دهانا القضـاءُ بحكـمٍ مضـى وليـس يُـرَدُّ القضـا المُبـرَمُ
رحـلـت كفـجـرٍ تُلاطفـنـا نسائِـمُـه حـيـث لا نـسـأمُ
ففي فجرك الدمعـة انسكبـتْ تـودِّعـك الآن ، تسـتـرحـمُ
وطيفـك مـرَّ بنـا ومـضـةً يودِّعـنـا نطـقـه الأبـكــمُ
فعدنـا حـيـارى لأحزانـنَـا يقلِّبـنـا جمـرُنـا الأقْـــدَمُ
ليوقـدنـا آهــةً تلـتـظـي علـى الفقـد نحيـا فنستسلـمُ
ويقذفـنـا مــوج أشجانـنـا على التِّيهِ حيـث هنـا المأتـمُ
لننعـى بقلـب شجـاه النـوى نصيحُ وحزن الجـوى مُضـرَمُ
فمن قال أن (الرضا) راحـل ومـن قـال أن المـدى مُظلـمُ

تحياتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكوره حبيبتي ياقوته اسعدني مرورك

ربي يعطيك الصحة

من أحسن لاحسن شهرزاد

» من معاني الرضا بالله ربا
» قصص جميلة اتمنى ان تنال الرضا