النهوض الاقتصادي‮ ‬سيگون متواضعاً‮ ‬في‮ ‬الدول المتقدمة

أظهرت توقعات جديدة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في‮ ‬أوروبا أن النهوض الاقتصادي‮ ‬سيكون‮ ‬«متواضعا» في‮ ‬البلدان المتقدمة التي‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يعود إليها النمو‮ (‬نمو إيجابي‮ ‬بنسبة‮ ‬1, %9 في‮ ‬2010 وبنسبة‮ ‬ %2,5 في‮ ‬2011) وذلك رغم المعطيات المعاكسة،‮ ‬ولا سيما في‮ ‬مجال التوظيف‮.‬ وحتى الآن كان نادي‮ ‬الدول هذا،‮ ‬الذي‮ ‬يضم الدول الثلاثين الأكثر تصنيعا في‮ ‬العالم،‮ ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يسجل إجمالي‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬في‮ ‬العام المقبل نسبة نمو أقل‮ (‬زيادة بـ0,7) ‮ ‬%بعد انكماش حاد تواصل العام الحالي‮ (‬نمو سلبي‮ ‬بنسبة‮ ‬%3.5). وبذلك فإن التوقعات تتحسن بالنسبة إلى أكبر اقتصادين في‮ ‬العالم،‮ ‬حيث ستشهد الولايات المتحدة زيادة في‮ ‬إجمالي‮ ‬إنتاجها بنسبة‮ ‬ %2,5 في‮ ‬2010 وبنسبة‮ ‬ % 2,8 في‮ ‬ 2011في‮ ‬حين‮ ‬يتوقع أن تشهد منطــقة اليورو نسبة نمو أكثر تواضعا تبلغ‮ ‬0,9 ‮ ‬%‮ ‬في‮ ‬2010 و1,7‮ ‬% في‮ ‬2011 ‮ ‬بحسب تقرير المنظمة‮.‬ وأضاف التقرير‮ ‬«إن النمو في‮ ‬منطقة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في‮ ‬أوروبا سيكون موزعا»? غير‮ ‬«أنه سيتم كبحه بسبب رياح شديدة معاكسة،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يتعين فيه على الأسر والمؤسسات المالية وبالتالي‮ ‬الدول إعادة تشكيل ميزانياتها». وبالمقابل أشارت المنظمة إلى‮ ‬«عافية» أكبر البلدان الناشئة‮ (‬الصين والهند‮).‬ وبعد الأموال العامة التي‮ ‬ضخت بكثافة لدعم الاقتصاد،‮ ‬دعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى‮ ‬«الاستعداد لتفعيل» التدابير المضادة للأزمة مع تفادي‮ ‬الوقف المبكر لإجراءات التحفيز لكون هذا الأمر من شأنه أن‮ ‬يهدد الانتعاش،‮ ‬كما أن الإبقاء عليها لفترة مطولة‮ ‬يمكن أن‮ ‬يصبح‮ ‬«مضرا».

وحذرت المنظمة من أنه‮ ‬«سيكون من الصعب جدا البدء بتعليق منسق ومتناغم للإجراءات التي‮ ‬تفرضها الأزمة». وهناك الكثير من القضايا المطروحة،‮ ‬منها القضاء على تدهور المالية العامة بسبب إجراءات‮ ‬«جذرية أحيانا» واستيعاب تدريجي‮ ‬«لفائض السيولة» المرتبط بضعف نسب الفائدة المطبقة من قبل أكبر البنوك المركزية والإبقاء على‮ ‬«الضغوط» على المصارف لتطهير نتائجها المالية‮.‬ وحذرت المنظمة من الكثير من الشكوك التي‮ ‬تحوم حول البلدان‮ ‬المصنعة‮. ‬ويتوقع في‮ ‬هذا السياق أن تتــفاقم البــطالة في‮ ‬العام المقبل لتبلغ‮ ‬9‮ ‬% ‮ ‬من الفئات النشطة قبل أن تتراجع قليلا في‮ ‬2011. كما أشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من أن الكثير من أجزاء العالم‮ ‬يبدو أنها تخرج من دائرة الأزمة الاقتصادية،‮ ‬فإنه لا‮ ‬يزال من المتوقع أن تظل البطالة مرتفعة في‮ ‬الولايات المتحدة وأوروبا حتى عام‮ ‬2011 على الأقل‮. ‬وقالت المنظمة في‮ ‬تقريرها للتوقعات الاقتصادية نصف السنوي‮ ‬الصادر من مقرها بباريس،‮ ‬إن‮ ‬«الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن‮ ‬يصبح التعافي‮ ‬قويا بشكل كاف لتقليل معدل البطالة». وترى المنظمة أن البطالة الأميركية ستتراجع إلى أقل من‮ ‬10 ‮ ‬%‮ ‬فقط في‮ ‬الربع الثالث من العام المقبل،‮ ‬وأن تظل عند مستوى‮ ‬9 ‮ ‬%‮ ‬أو أعلى من ذلك حتى نهاية عام‮ ‬2011. ومن المتوقع أن‮ ‬يرتفع معدل البطالة في‮ ‬منطقة اليورو إلى نحو‮ ‬11% العام القادم على أن‮ ‬يبقى عند أو قرب المستوى نفسه حتى عام‮ ‬2011.

وتتوقع المنظمة أن‮ ‬يكون الانتعاش الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬غير الأعضاء في‮ ‬منظمة التعاون الاقتصادي‮ ‬والتنمية وخصوصا في‮ ‬آسيا وعلى الأخص الصين،‮ ‬مصدر قوة راسخة للتعافي‮ ‬الاقتصادي‮ ‬الضعيف نسبيا بين الدول الأعضاء‮ ‬في‮ ‬المنظمة‮.‬ وقالت المنظمة إن‮ ‬«النمو القوي‮ ‬قد استؤنف في‮ ‬الصين بفضل الحزمة التحفيزية المالية والنقدية الضخمة جدا». ومن المتوقع أن‮ ‬يتخطى الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬السنوي‮ ‬للصين مستوى‮ ‬ %8 هذا العام و ‮ ‬ %10 العام المقبل قبل أن‮ ‬يتراجع بشكل طفيف في‮ ‬عام‮ ‬2011 وذلك مع انتهاء تأثير حزمة الحوافز المالية‮.‬ ويتوقع أن‮ ‬يواصل الاقتصاد الأمريكي‮ ‬توسعه بشكل تدريجي‮ ‬ليصل معدل نمو الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬إلى‮ ‬ % 2.5العام القادم و %2.8 في‮ ‬العام التالي‮ ‬له‮. ‬وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي‮ ‬والتنمية أن‮ ‬يظل التعافي‮ ‬الاقتصادي‮ ‬لمنطقة اليورو ضعيفا،‮ ‬ليصل معدل النمو إلى مستوى معتدل جدا نسبته‮ ‬ %0.9 في‮ ‬العام القادم و %1.7 في‮ ‬العام اللاحق له‮.‬