خبراء للأسواق.نت: اتجاهات الأسهم السعودية في 2009 مرهونة بنتائج الشركات

أجمع خبراء ومحللون متابعون على أن 2008 هو أسوأ عام شهدته سوق الأسهم السعودية؛ حيث فاقت خسائر هذا العام جميع سابقاتها بما فيها خسائر 2006 (عام الانهيار الكبير)، ما جعل الأمر أشبه بكارثة تسونامي، حسب تعبيرهم.

وبالمقابل، انقسمت توقعات العام القادم بين التحفظ والتفاؤل، مع إقرار أصحاب النظرة المتفائلة بأن بوادر التحسن لا يمكن أن تظهر قبل صدور نتائج الربع الأول من 2009.

وأفرزت مسألة الاستمرار في الطروحات الأولية خلال العام الجديد تباينًا حادًا في الآراء، تراوح بين الدعوة إلى إيقاف الاكتتابات كليًا، والمطالبة بزيادة حجمها وعددها عما كانت عليه سنة 2008.

عشوائية تنفيذية

عبد الحميد العمري

وودعت البورصة السعودية آخر جلسات 2008 على ارتفاعٍ هزيل وضع المؤشر قرب حدود 4800 نقطة، مقارنةً 11038 نقطة في بداية العام، علمًا أن السوق انحدرت إلى 4264 في 23 نوفمبر /تشرين الثاني 2008 وهو أدنى مستوى لها منذ 5 سنوات.

ورأى عبد الحميد العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودية أن 2008 مليء بمحطات الفشل الذريع، وأداء السوق فيه هو الأسوأ خلال تاريخها الممتد منذ 1985، حيث بلغت الخسائر 57% وهي تفوق خسائر 2006 الدامية، والتي لم تتجاوز 53%.

وأضاف: معظم الخطوات التي كان من المفترض أن تدعم السوق إيجابيًا تحولت إلى عوامل ضغط بسبب عشوائية التنفيذ، مستشهدًا بقرار الكشف عن حصص كبار الملاك الذي استغرق تطبيقه أكثر من شهرين، رغم أنه كان بالإمكان تنفيذه خلال يومين، ما كبَّد المؤشر نحو 1700 نقطة دون مبرر.

ورسم العمري توقعاته لسنة 2009 بناء على الملامح العامة للاقتصاد العالمي، وما يحمله الكساد من انعكاسات على الاقتصاد السعودي، مؤكدًا أن ذلك سيلقي بظلاله القاتمة على أغلب القطاعات وفي مقدمتها سوق الأسهم المحلية، والتي قد تدفع ثمنا أكثر فداحةً من غيرها.

وأرجع نظرته إلى سببين رئيسين، أولهما ترك السوق المهشمة أصلاً تحت رحمة منطق العرض والطلب دون أي تدخل من أي جهةٍ، أما السبب الآخر فهو الغياب الكبير للشفافية والإفصاح المستمرّين حول المدى الحقيقي لتأثر الاقتصاد والسوق بالأزمة المالية العالمية.

عودة المضاربة العنيفة

وانطلاقًا من هذه الرؤية، رشح العمري السوق السعودية للتحرك بين مستوى 3000 و 4600 نقطة خلال 2009.

وفيما يخص الاكتتابات، طالب العمري بإيقافها كليًا إلى حين تحسن الأوضاع الاقتصادية والمالية، موضحًا أن هناك أولويات يجب أن نخضع لها جميعًا، فالاكتتابات كانت في مقدمة الأولويات قبل انهيار فبراير /شباط 2006، ومع ذلك لم نشهد منها سوى 7 اكتتابات بمتوسط إقبالٍ يوازي 13.3 مليار ريال لكل شركة، وبعد الانهيار فوجئنا بسيلٍ عظيم من الطروحات بمعدل 48 اكتتابًا؛ ما خفض متوسط الإقبال إلى 3.8 مليار ريال لكل شركة (الدولار يعادل 3.75 ريالات).

كما أن الطروحات الأولية التي كان يفترض أن تفتح باب الإنقاذ والتعويض، كبدت المتعاملين خسائر فادحة وصلت إلى 18%، بالنسبة لاكتتابات 2008.

واستأنفت هيئة السوق قبل أيام مسيرة الاكتتابات بالإعلان عن طرح 30 مليون سهم من شركة اتحاد عذيب للاتصالات، خلال الفترة الممتدة من 24-1 حتى 2-2-2009، بسعر 10 ريالات للسهم الواحد.

ورفض العمري أن يراهن على نموٍ متميز لأي قطاع، معتبرًا أن التفاضل بين القطاعات سيكون من خلال مقدرتها على تفادي تقلص الأرباح، فيما من المتوقع أن تشهد أغلب فترات العام 2009 عودةً قوية ومسيطرة لتعاملات المضاربة العشوائية والعنيفة.

مشروع إنقاذ

النصف الثاني من 2009 ربما يدشن بداية مرحلة النمو ومحاولة العودة إلى تسجيل مكاسب وأرقام، أُرغمت السوق على التنازل عنها بسهولة
فضل البوعينين

ورجّح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن يكون الربع الأول من 2009 امتدادًا لتداولات الربع الأخير من 2008، بمعنى أن السوق لن تشهد نموًا يذكر، وربما عجزت عن المحافظة على مستوياتها الحالية، مستعرضًا جملةً من الأسباب من أهمها الأزمة العالمية وتداعياتها النفسية على المتعاملين، وانخفاض مستوى السيولة مع انعدام الثقة.
واستدرك: أعتقد أن النصف الثاني من 2009 ربما يدشن بداية مرحلة النمو ومحاولة العودة إلى تسجيل مكاسب وأرقام، أُرغمت السوق على التنازل عنها بسهولة.

وتعبيرًا عن عمق الأزمة، أكد البوعينين أن السوق السعودية بحاجةٍ إلى مشروع إنقاذ متكامل أشبه بمشروع (مارشال) الذي خصص لإعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية في أوربا، وهذا ما يتطلب قرارًا رسميًا من أعلى الجهات يعيد الثقة ويضخ سيولةً صانعة من خلال صندوق سيادي حكومي، كما يمهد لظهور أب روحي يتولى مهمة الدفاع عن السوق وحمايتها في أوقات الأزمات.

وطرح مجموعةً من الحلول المساعدة عبر خفض وقت التداول إلى أربع ساعات، وتقديم ساعة الافتتاح إلى العاشرة صباحًا، والنظر في إمكانية تغيير العطلة الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت أسوةً بالأسواق الخليجية، وتخفيضًا للفارق الزمني عن الأسواق العالمية.

واختزل الباحث الاقتصادي رؤيته لمسيرة السوق خلال 2008 واصفًا إياه بأسوأ الأعوام أداء، حيث فقد المؤشر مكاسب أربع سنوات مضت، كما سجلت بعض الأسهم قيمًا تقل عن أسعارها الاسمية أو مقاربةً لها، متجاهلةً قيمها الدفترية العالية وعوائدها الموزعة التي تفوق أسعار الفائدة بأضعاف مضاعفة.
ولفت إلى أن هذه المرحلة بالذات هي التي ألغت الفوارق السعرية بين السوق الأولية والثانوية، فأصبحت الثانوية أقرب ما تكون إلى سوق الطرح الأولي عطفًا على أسعار الأسهم المنهارة.

وتابع: لا خلاف على أن السوق الأولية تشكل عمودًا مهمًا في بناء الاقتصاد والقطاع الخاص، ولذا يجب المحافظة عليها من تراكمات ردود الأفعال السلبية التي ستؤثر على جاذبيتها و سلامتها مستقبلاً، ومن هنا أرى عدم جدوى الاستمرار في الطروحات الأولية مع الانهيار الحالي في الأسعار، حيث يبدو الشراء المباشر من سوق التداول بأسعار الاكتتاب أضمن وأكثر جدوى من الدخول في شركات حديثة الطرح، باستثناء الشركات الاستراتيجية الضخمة التي تقف خلفها الدولة.

وختم البوعينين تحليله بالقول إن جميع قطاعات السوق مهيئة لدخول ماراثون السباق السعري في حال تحسن الظروف العالمية وظروف السوق السعودية، إلا أن قطاع الاتصالات قد يتقدم أكثر من غيره، علاوةً على ما ينتظر قطاعي المصارف والبتروكيماويات في حال زوال الظروف الاستثنائية التي يمران بها.

"البناء" حصان أسود

الأسعار الراهنة لايمكن أن تستمر على حالها لأنها أقل من القيم العادلة، ولا بد أن تعاود الصعود لاسيما بالنسبة للشركات القيادية
فهد القاسم

من جانبه، توقع الرئيس التنفيذي لشركة أموال فهد القاسم أن تمر السوق السعودية عام 2009 بمرحلة نمو لا يصل حد الطفرة، معلقًا ذلك على صدور نتائج الربع الأول التي ستكشف مدى قدرة الشركات على تنشيط مبيعاتها وصادراتها.

ورأى أن الأسعار الراهنة لا يمكن أن تستمر على حالها؛ لأنها أقل من القيم العادلة، ولا بد أن تعاود الصعود لاسيما بالنسبة للشركات القيادية.

ولم يجد القاسم أنسب من كلمة "تسونامي" ليصف بها حال السوق خلال 2008، مضيفًا: ردة فعل السوق فاجأت الحكومة والاقتصاديين وكانت أقسى من المشكلة نفسها، وذلك بسبب هشاشة القاعدة السوقية واستمرار سيطرة النموذج الفردي غير المحترف على التعاملات.

واعتبر أن المحطة التي لا يمكن محوها من ذاكرة 2008 هي هبوط المؤشر تحت مستوى 4300 نقطة، مبديًا تأييده لمواصلة الاكتتابات الأولية شرط أن تكون بالقيمة الاسمية (دون علاوة إصدار)، وأن تطرح شركات قوية ذات أنشطة مختارة تضمن التنوع والعمق الحقيقيين، وليس كما حصل مع شركات التأمين التي كان طرحها "خطأ أصوليًا من جميع الجهات".

ورشح القاسم قطاع البناء ليكون بمثابة الحصان الأسود المتأهب للانطلاق أسرع من غيره؛ نظرًا لوجود فرصة كبيرة أمام تشييد المشروعات الحكومية والفردية، يدعمها الهبوط المتواصل في أسعار المواد الخام وزيادة الإنفاق الحكومي.

دعوة لتنشيط الاكتتابات

ومع أنه من أصعب السنوات التي يمكن التنبؤ باتجاهها -حسب تعبيره- فقد قال رئيس إدارة الأصول في مجموعة بخيت هشام أبو جامع إنه متفائل بالنصف الأخير من 2009، خلافًا للأشهر الأولى التي ستشهد أداء متقلبًا للسوق، على الأغلب.

وذكّر بأن التراجع الشديد بداية 2008 كان تحت تأثير النتائج المالية للبنوك للربع الأخير من 2007، والتي جاءت أقل من التوقعات، في حين أن التراجع الأشد حصل في الأشهر الأربعة الأخيرة على خلفية الأوضاع الاقتصادية العالمية.

وبخصوص الاكتتابات خالف أبو جامع آراء من سبقوه تمامًا، مشددًا على أن سوق الأسهم السعودية مازالت بحاجةٍ إلى المزيد من الشركات المساهمة، مضيفًا: أرى أن زخم الاكتتابات الأولية لابد أن يتزايد لا أن يتراجع، إذ عادةً ما يحقق المكتتبون أرباحًا جيدة من هذه الاكتتابات، كما أن المزيد من الشركات سيزيد من عمق السوق.

ونوَّه بأن الشركات التي تطرح للاكتتاب تتم دراستها "ماليًا" بشكلٍ جيد من قبل هيئة السوق ومن الشركات الاستثمارية، وهي بالتالي أفضل من عددٍ كبير من الشركات المدرجة التي تتعرض منذ عدة سنوات لخسائر متتالية، حتى أصبح من الضروري تجميد إدراجها في السوق.

وقدم أبو جامع "التركيز على الاستثمار المؤسساتي" باعتباره أهم وصفة لعلاج السوق السعودية من أمراضها، متمنيًا على الشركات الاستثمارية أن تساهم في زيادة الوعي للمتداولين من خلال توزيع تقارير مالية تحليلية عن الشركات المساهمة، بشكلٍ متواصلٍ ومكثف.

المصدر: وكالات

بارك الله فيك اخي عاشق العظمي

تحياتي لك

بارك الله فيك اخي البدو
علي الرد والمرور الكريم

خوي عاشق العظمي
مشكور علي النقل الرائع
تقبل مروري يا عسولة
أختك السبهاوية

مشكور يا غالى على المعلومه الجميله

السبـــ وحيدة
مرورك عطر موضوعي
مشكورة اختي

اميرالغالى
لا شكر علي واجب اخوي
مشكور علي المرور

بارك الله فيك على المعلومات القيمة

ولا تخشى من شيئ مادام الأكسجين

مجاناً..واحمد الله على انه بيده كل شيئ..

ولك مني كل الشكر والتقدير..

مشكور اخي الحبوني
ويستر الله
تحياتي لك

بارك الله فيك على المعلومات واتمني للكل الأستفاده
تقبل تحياتــــــــــــي

نورت الموضوع اخي غلا
ومشكور علي الرد الكريم

» الأسهم الأمريكية تغلق على أكبر خسائر لها في 9 أشهر
» زكاة الأسهم
» نصيحة خبراء: لا تدع طفلك ينام معك في سريرك
» خبراء: العراق عملاق الطاقة القادم
» النفط يرتفع إلى 72 دولارا مع انتعاش الأسهم