معزوفة السماء والأرض

تهمس السماء بحبها ... بعشقها .... وتبلل صدر الأرض بدمعها ... تحتضن الأرض السماء التي تبثها أروع الدموع ... دموع دافئة تحمل عشق الكون وإعجابه ... دموع تختلف عن دموع بعض البشر ... دموع معطاءة دموع تحكي قصة الأرض مع السماء ... هناك منذ قديم الزمان والأرض تمتد ... والسماء تمتد والأرض قاحلة وحزينة ... مثل قلب بلا نبض مثل خد بلا دموع ومثل بشر بلا حب ... همست الأرض وحكت قصتها منذ البداية التي لم تنتهي بعد ... حكت قصتها مع الحرمان مع الألم مع الخوف .... مع كل شيء في الكون والسماء صامتة تسمع في وجل ما أبكى الأرض وأحزنها ... لم تقاطعها ... لم تزد من جراحاتها ... بل أحاطت نفسها بدوامات من الصمت الذي يئن لأنين الأرض ... ولكن السماء لم تستطع أن تصبر كثيراً ... وتساقطت الدموع وبكت دون شعور ... وبللت وجنتها وصدر الأرض ... ففرحت الأرض بحب السماء لها وتفجرت فيها العيون بدمعها ... فلو لم تكن تحبها لم تبكي لأجلها ... لم تبكي لكي تخضر وتزهر ... ولكي ترسم ابتسامتها ... نعم أحبت السماء الأرض وأيقظت قلبها المستكين ... الصامت ... أيقظته بحب وعطاء بلا كبرياء .. نظرت الأرض إلى السماء الخجولة التي لم تصدق ما حدث ... نظرات حب وإعجاب ... ونظرت السماء وتغلبت على خجلها بحب وتألقت النظرات ونطق البشر .... ما أروع الحب الصادق بين الأرض والسماء ... بين البشر
كم هو رائع أن يلتقي خطان متوازيان كما السماء والأرض ... كم هو شاعري وجود عاطفة كهذه في هذا الزمان
كم هو مبهج أن توجد هكذا نهاية لمثل هذه القصة
كم هو مثير أن تتفجر العواطف لتغرق كل أهل الأرض
كم هو غريب أن تنجح قصة حب ... بين خطين متوازيين