عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله ) .
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) .
قال ابن حجر رحمه الله: "قلت: وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج مسيلمة باليمامة, والأسود العنسي باليمن, ثم خرج في خلافة أبي بكر طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة, وسجاح التميمية في بني تميم, وفيها يقول شبيب بن ربعي وكان مؤدّبها:
أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقتل الأسود قبل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل مسيلمة في خلافة أبي بكر, وتاب طليحة ومات على الإسلام على الصحيح في خلافة عمر, ونقل أن سجاح أيضا تابت, وأخبار هؤلاء مشهورة عند الإخباريين. ثم كان أول من خرج منهم المختار بن أبي عبيد الثقفي غلب على الكوفة في أول خلافة ابن الزبير، فأظهر محبة أهل البيت، ودعا الناس إلى طلب قتلة الحسين، فتبعهم فقتل كثيرا ممن باشر ذلك أو أعان عليه فأحبّه الناس, ثم زيّن له الشيطان أن ادّعى النبوة وزعم أن جبريل يأتيه. ومنهم الحارث الكذاب، خرج في خلافة عبد الملك بن مروان فقتل. وخرج في خلافة بني العباس جماعة, وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقا؛ فإنهم لا يحصَون كثرة لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء، وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة كمن وصفنا. وقد أهلك الله تعالى من وقع له ذلك منهم، وبقي منهم من يلحقه بأصحابه وآخرهم الدجال الأكبر" .
وظهر في العصر الحديث ميرزا غلام أحمد القادياني بالهند، وادعى النبوة، وأنه المسيح المنتظر، وأن عيسى ليس بحيّ في السماء إلى غير ذلك من الترهات والادعاءات الباطلة، وقد صار له أتباع وأنصار، وقد وفّق الله كوكبة من العلماء فردّوا عليه، وبيّنوا زيفه وكذبه، وقد هلك والحمد الله..........