بعد أن تربعت على عرش بوابات البحث الإلكتروني العالمية على الإنترنت منذ انطلاقتها قبل 11 عاما، عرضت شركة «غوغل» الإنترنتية العملاقة أول هاتف إلكتروني يحمل اسمها الخاص بها. وأطلق على الجهاز الذي يتواصل مع الإنترنت، ويمتاز بأنه أسرع هاتف ذكي حتى الآن وفقا للخبراء، اسم «نيكسوس وان» (Nexus One).
ويعمل هاتف «غوغل» على النسخة 2.1 من نظام تشغيل «أندريود» المفتوح المصدر الذي استخدمته سابقا عدة شركات عالمية لتصميم هواتفها الجوالة الجديدة مثل «موتورولا»، و«سامسونغ»، و«إتش تي سي».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتجدر الإشارة إلى أن شهر يناير (كانون الثاني) الحالي يشهد انطلاقة كبرى في عرض أحدث تصاميم الأجهزة والشبكات الإلكترونية، مثل تلك التي يتوقع أن تشهدها أجنحة معرض الصناعات الاستهلاكية الذي ينتظم اليوم في مدينة لاس فيغاس الأميركية، حيث ستسلط الأضواء على أجهزة الكومبيوترات اللوحية، وتقنيات الشاشات المجسمة، والنظم المنزلية المتصلة بالإنترنت.
وفيما تواترت تقارير إعلامية لأيام وأسابيع مضت، عن قرب موعد إعلان شركة «أبل» للكومبيوترات عن أحدث تصميم لها في عالم الكومبيوترات اللوحية الذي يتوقع أن ينافس القارئ الإلكتروني الجديد «كيندل»، فقد أعلن أمس أن شركة «مايكروسوفت» تتأهب للتعاون مع شركات أخرى، لاستباق «أبل» بالإعلان عن تصاميمها لكومبيوترات لوحية مماثلة جديدة.
يصمم هاتف «نيكسوس وان» الجديد الذي أعلن عنه في وقت متأخر من مساء أول من أمس في مقر شركة «غوغل» في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية، بشاشة تتسلم الأوامر باللمس مقاسها 9.4 سنتيمتر، وسيكون قادرا على التواصل مع الأجهزة المماثلة حول العالم. وقد زود بكاميرا متقدمة، وبتقنيات «واي فاي،» للاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى بوصلة. ويبلغ سمكه 11.5 مليمتر ويزن 130 غراما، وهو بحجم «آي فون» تقريبا. وقد تعاون مهندسو شركة «غوغل» مع شركة «إتش تي سي» التايوانية لتطوير الهاتف.
ويتفوق الهاتف الجديد، الذي أطلق عليه اصطلاحا اسم «السوبرفون» (الهاتف الفائق)، على «آي فون» الذكي الذي أنتجته «أبل»، في بعض الجوانب، مثل شاشته، وكذلك في سرعته. ومع هذا، ورغم الترويج له بأنه سيكون «منافسا قاتلا» لهاتف «آي فون» فإن عددا من الخبراء يعتقدون أنه سيكون واحدا من الهواتف الكبرى المتنافسة في سوق الهواتف الذكية مثل «آي فون» و«بلاكبيري» وغيرهما.
ويأتي «نيكسوس وان» في تصميم رشيق الشكل، وهو مليء بمزايا متنوعة أهمها سرعته الفورية، والانتقال الانسيابي عند فتح البرامج والتطبيقات، ولدى إدارة الشاشة. وتتسم شاشته الكبيرة بتقنيات اللمس، بدرجة وضوح ممتازة (480 بـ800 بيكسل) أفضل من مثيلتها لدى «آي فون» (320 بـ480).
وإضافة إلى تقنيات «واي فاي» فإن الجهاز يصمم بتقنيات «بلوتوث»، مثلما هو الحال في هاتف «آي فون»، وتقارب جودة صور الكاميرا الملحقة به جودة صور كاميرا «آي فون». ولا يمتلك «نيكسوس وان» لوحة مفاتيح حقيقية، بل إنها افتراضية تظهر على الشاشة، تمتاز بميزة أفضل مما في لوحة «آي فون»، إذ إنها تقدم لك عددا من الكلمات، يمكن الاختيار بينها، حالما تكتب أول الحروف من الكلمة. كما يمكن لمستخدم هاتف «غوغل» تحويل أحاديثه الصوتية إلى نصوص مكتوبة، إلا أن دقتها لا تزيد على 90 في المائة تقريبا. وتتيح برامج الملاحة الانتقال من موقع إلى آخر بالاعتماد على نظم التحديد الشامل للمواقع الجغرافية «جي بي إس»، كما يمكن شراء أداة إضافية حاضنة للهاتف تتيح لصاحبه الاستيقاظ صباحا على صوت المنبه والاستماع إلى تقارير عن الحالة الجوية ومحطات الراديو الموسيقية. وبإمكان مستخدم الهاتف إرسال الرسائل إلى موقع «يوتيوب» أو «بكاسا» أو «فيس بوك».
إلا أن «نيكسوس وان» لا يمتلك عددا من المزايا التي يمتلكها «آي فون»، فالتطبيقات التي يحتويها مخزن «غوغل ستور» الإلكتروني الذي يجهز الهاتف، لا تزيد على 18 ألفا من الألعاب، مقابل 100 ألف في مخزن «أبل ستور» الإلكتروني. كما أنه لا يتيح لصاحبه خزن أعداد كبيرة من التطبيقات لأن سعة الخزن المخصصة لها لا تزيد على 190 ميغابايت، في حين أنه يأتي مصمما ببطاقة ذاكرة تتسع لـ4 غيغابايت، ويمكن استخدام بطاقات لزيادة هذه السعة إلى 32 غيغابايت.
كما أن الجهاز الجديد يفتقد إلى الشاشة المتعددة اللمس مثل الموجودة في «آي فون»، ولذا فإن هناك صعوبة في تكبير الصور أو صفحات الإنترنت وفي التحكم بها.
ومن المتوقع أن يساعد «نيكسوس وان»، الذي يستخدم معالج «سناب دراغون» بسرعة واحد غيغاهرتز من إنتاج «كوالكوم»، شركة «غوغل» على تعزيز هيمنتها على عمليات الدعاية والترويج الموجهة إلى الهواتف الجوالة عبر الإنترنت. وكانت «غوغل» قد تمتعت بعائد سنوي بلغ نحو 22 مليار دولار في عام 2008.
وقد أتاحت الشركة للمستهلكين شراء الجهاز مباشرة، أي من دون الحاجة إلى تعاقدهم مع شركات لتشغيل الشبكات الهاتفية اللاسلكية، ثم اشتراكهم مع الشركة التي يرغبون في خدماتها، الأمر الذي سيتيح خفض تكاليف شراء واستخدام الهاتف. وسيكون ثمن الهاتف الجديد 529 دولارا في حال شرائه من دون اشتراك، بينما سيدفع المشتركون في شركة «تي ـ موبايل» في الولايات المتحدة 179 دولارا ثمنا له مع عقد خدمة مدته سنتان.
على صعيد آخر، أشارت تقارير صحافية إلى أن «أبل» تزمع عرض كومبيوتر لوحي يكون بحجم القارئ الإلكتروني «كيندل» نهاية الشهر الحالي. وهو يصمم بشاشة تعمل باللمس مقاسها 10 أو 11 بوصة، ويختلف في تصميمه عن أجهزة الـ«لاب توب» المحمولة التقليدية. ويتوقع الخبراء أن يصل سعر هذا الكمبيوتر اللوحي الذي تدور حوله التكهنات منذ بضعة أشهر، إلى ألف دولار. وسيتيح الكومبيوتر اللوحي الذي اعتبر «جهازا للوسائط المتعددة»، للمستخدمين، مشاهدة العروض وبرامج التلفزيون أيضا، وممارسة الألعاب الإلكترونية، وتصفح الإنترنت لاسلكيا عبر (واي فاي) وقراءة الصحف والكتب الرقمية».