أميرة .. على حصان أبيض

"عدي حتى الثلاثين .. ولا تفتحي عينيك حتى أناديك" قال وهو يضغط على يديها وفي عينيه ألف وعد .. ثم ركض ليختبئ .. استدارت واتكأت على الجدار .. مغمضة العينين .. وبدأت العد وهي تبتسم .. فهي متأكدة أنه لن يصبر حتى تصل إلى الثلاثين .. وسيناديها ما إن تصل إلى العشرين .. وصلت إلى الثامنة عشر فاتسعت ابتسامتها .. قريبا ستسمع صوته العذب يناديها .. ولكن عندما وصلت إلى الخامسة والعشرين ولم يناديها تسارعت نبضات قلبها وبدأت الابتسامة تحتظر على شفتيها .. ومع ذلك استمرت في العد .. ولكن عندما وصلت إلى الثلاثين ولم تسمع صوته لفظت ابتسامتها أنفاسها الأخيرة .. وولدت دموع حارة في عينيها .. صمتت وبدأت تنصت بانتباه .. سمعت كل الأصوات إلا صوت حبيبها .. لم تفتح عينيها .. في انتظار أن يناديها .. بقيت حائرة .. هل تفتح عينيها أم تستمر في العد ..!! وبعد تفكير قررت أنه لابد مما ليس منه بد !! فتحت عينيها واستدارت عن الجدار .. لتفاجأ بأن العالم من حولها قد تغير .. فالزمن غير الزمن .. والبشر غير البشر الذين تركتهم قبل أن تغمض عينيها .. جالت بنظراتها على الوجوه من حولها علها تتعرف على واحد منهم .. ولكن هيهات .. حتى لغتهم تغيرت .. يتكلمون فلاتفهم من كلامهم شيئا .. ينادي بعضهم بعضا فتستغرب أسماءهم .. بحثت عن حبيبها فنادته باسمه ..فوجدت أن الناس من حولها يحدقون فيها .. بعضهم باستغراب وبعضهم بسخرية .. وكأنها مخلوق غريب قادم من كوكب آخر .. ولم تشعر بنفسها إلا وهي تركض هاربة وكأن كل من على الأرض يلاحقها .. سمعت همساتهم ثم ضحكاتهم .. انهم يسخرون منها .. ركضت والدموع تتطاير مع شعرها .. لماذا خدعها ..!؟ لقد صدقته وهي تظن أنه لايمكن أن يكذب عليها .. وعدها بأنه سيناديها عندما تعد حتى الثلاثين .. ولكنها تجاوزت الثلاثين ولم ينادها .. كل الوعود التي وعدها إياها كانت كذب في كذب .. رفعت يديها وسدت أذنيها تحاول أن تسكت صوته عندما رن في ذاكرتها وهو يقول لها " أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك " .. كاذب .. كاذب .. صرخت دون أن تتوقف عن الركض .. حتى أحست برمال ناعمة تلامس قدميها الحافيتن .. ثم مالبثت أن بدأت الرمال تجذبها إلى الأسفل .. رويدا رويدا .. ولكنها لم تقاومها .. بل أغمضت عينيها واستسلمت لها .. فهي الوحيدة التي ستريحها من هذا العالم الموحش الملئ بمصاصي الدماء .. وفجأة .. سمعت صوتا بعيدا يصرخ بها ويناديها .. ظنت أنه من بنات خيالها .. ولكن الصوت تكرر أقوى من الأول .. فتحت عينيها .. فرأت فارسا يحث حصانه الأبيض على الركض ليصل إليها قبل فوات الأوان .. رمى لها حبلا .. ولكنها نظرت إليه كالبلهاء وهي تشعر بأن يديها قد شلتا تماما .. وعندما رءاها لاتستجيب لندائه صرخ بصوت عال ليخترق جدار غيبوبتها " لا تيأسي .. أمسكي بالحبل وأعدك أنك لن تندمي أبدا " نظرت إلى الحبل ثم إلى الفارس فشعرت بإحساس غريب حرك قلبها .. ويديها .. مدت يدها وأمسكت بالحبل .. بدأ الفارس يجذبها بسرعة .. ولم تمض سوى دقائق حتى كان الفارس يحمل الأميرة على حصانه ويهرب بها بعيدا عن الخطر .. سألته " لماذا لم تركني للرمال لتأخذني إلى حيث أجد راحتي ؟ سألها " وهل ستجدين راحتك هناك حقا؟ لم تجد جوابا لسؤاله فصمتت .. فقال : أيتها الأميرة .. الحياة لابد أن تستمر .. بحبيبك أو بدونه .. . مررت بقصة حب فاشلة ..!!؟ لست أول ولا آخر انسان يفشل في حبه .. عيشي حياتك .. فهناك أشياء جميلة في حياتنا تستحق أن نعيش من أجلها غير الحب .. وهناك أناس يحبونك أكثر من حبيبك .. ألا يستحقون أن تعيشي من أجلهم ؟ .. في المرة القادمة إذا أردت أن تسيري في درب الحب لاتسيري وأنت مغمضة العينين .. افتحي عينيك وراقبي كل من حولك .. لتتعلمي من تجارب غيرك .. أنزلها على الأرض .. وقبل أن تستدير لتشكره ركض حصانه بعيدا وبدأ يختفي رويدا رويدا

مشكورة اميرة الخيال

تقبلي مروري

ربى ىحفظك ومزيدا من الابداع والتالق نتظر جديدك

تسلم أخي سنار .. مشكور جدا على مرورك المتواصل على صفحتي

تسلم أخي أيمن مشكور على مرورك النادر .. تحياتي واحترامي

أخي آدم ،، إنك تغرقني بلطفك حتى إني لا أعرف ماذا أقول تعبيرا عن شكري لك .. تقبل جزيل شكري وامتناني على مرورك المتواصل

[size=18][color=blue]شكرا اختي اميرة الخيال على هذا الابداع وشكرا على ذوقك الراقي وانا شخصيا نفتخر ب بالابداع والمبدعين ومحبين الابداع لك خالص تحياتي

أخي الطير الحر أشكرك جزيل الشكر على مرورك الجميل وكلماتك الطيبة .. تحياتي واحترامي

بوح راقي
لوحاتك تاخدنا إلى مساحات الدهشة
تغرينا للابحار معها
تسافر بنا في كل المساحات والحدود
فتتوهج حروفك بالاخضرار
لتعيد تشكيل الواحات
كلام جذاب
رقه عاليه
احساس مرهف
ما اروع وما اجمل ما خطته يداك
تحياتى لك

شكرا جزيلا ، لك ودي ،، ،،