لاتبك غزة...............مجيد قاسم

لا تبك غزةَ من ضيم ومن شجنِ

ها قد كفاك البكا قومٌ من الوطنِ

من طنجةَ المغرب الأقصى وباحتها

حتى الخليج الذي قد ضاق بالسفنِ

أنات شعب به قد قسمت دول

أين القلوب التي عن بعضها تغني

لا تبكِ نفسَكِ وابكيهم إذا صرخوا

في مصرَ أو في أقاصى الشام واليمنِ

لا حول للعُرب في تلك الديار ولا

في أي دار لهم بعضا من المننِ

ياغزة العز لا تبكي من الألم

تلك الجموع بريف العرب والمدن

تبكي حصارك حتى ذقت مخمصة

وجيشُ يعربَ يشكو تخمة البَطَنِ

ياغزة العزِّ إن العزَّ مفتقد

في دار عنترة العبسي مذ زمنِ

داس الطغام على أفنان روضتها

فاستبدلوا الوحلَ بعد الوحلِ بالفننِ

غالوا الطيور التي غنت بدوحتنا

نغما تسلل لليقظانِ بالوسنِ

هدوا ببغدادَ للإسلام مأذنةً

لم يبق شيءٌ سوى تلٌ من الوهنِ

خالوا الكنانة ستّيرا لحربتهم

أنَّ العراق من التنكيل والطعنِ

ها قد بدونا كأشلاءٍ ممزقةٍ

تشكو من القهر والتفتيت والنتَنِ

ياغزةَ العزِّ ها قد هاج مهجتَنا

أشلاءُ طفل على الأشلاء ممتهنِ

قد صوروه وماتت كل نخوتنا

كأن مهجتنا قدت من الوثنِ

ها قد تمادى ولم تردعه زاجرةٌ

مَن سامكِ الخسفَ بعد الخسف بالمحنِ

لم يلق إلا عيونا جِدُّ مغضيةٍ

كأنها من ذوات الخدر واحزنيِ

لم يلق إلا قرارات بقمتنا

كأن قمتَنا قيدت من الرسنِ

نيل الكرامة أعيا كلَّ ذي جلدٍ

إن الكرامة شئ غالي الثمنِ

لا تبك ياشعبُ وامضي خلفهم قدماً

أبناءُ غزة حاكوا العز بالكفن

إما الكرامةَ فوق الأرض في شمم

مثلُ الأسود وإما الخلدَ في عدن