(حلم شقّ الفؤاد فأوجعه )

زائر

قلبي شكا من جلّ ما أوجعه،
ويراعي قد عاد يملي قصّة ما نهش الفؤاد وألَّمه،
كلّما أغضيت ليسلو خاطري، ثار الجرح وقال: لمه ؟‍‍!
كلّما زجرت عيني عن الدموع ونهرتها، عوَّل جناني وضجت بصداه الضلوع. لله درّه ما أعوله؟
كلّما لفّني موج الهموم صارعته، ما بال جوانحي اليوم صارت مرفأه؟! بالأمس، أيّها الحزن، أقسمت لي أن تهجرني، مالك اليوم لحلفك تنكثُ؟!!
كنَّا على أمل اللقاء بكم، لكنّ قدرالله يُخطِّئ ما أراد المرء وأمَّله،
ما كنت أعلم ما أحصاه الغيب وما خبّأه!!
لكنّني أسلو بكتاب الله إذا ما الهمّ اعتصر فؤادي أو ذوَّبه،
الله يعلم أنّني ماخنت ولا أدحض الحقّ ولا الخير أنكره ولا أزيف مشاعري ليُعلى قدري ويُشرّفَ،
ولااستنذل كرامة مسلم ليستلذّ هواي ويتمتعَ ،
الله يحكم بيننا إن كنت في وجهك رميت السهم أو بالرمح أشرعُ!!
طرت إليك يا نسرينتي كعصفور ظنّ أن قلبك له ملجأٌ .
طرت إليك لأقلع رداء الهمّ الذي هدّني وبك أستظلّ وأتفيّأُ.
طرت إليك والهمّ أرّقني لعلى بين ضلوعك أنجو منه وأتوسّدُ ،
كلّ ذلك أردته منك لحظة لا أبغي المزيد ولم أطمع.
وما كنت أعلم أنّ تلك اللويحظة كانت لجحيم قلبي موقدا.
كلّ ذلك كان في لحظة ظننت وبها نسيت أنّني صقر بل نسر بل جارح بل كاسر من شأنه أن يعتلي القمم ومن السفح يأنفُ!
صقر؛ عاش لعلو منهجه وبدينه يسمقُ ،
وجعل الكرامة له منزلاً ومن دونها لن يتكلّم أويتمنطقَ ،
وأدرك أنّ الكرامة هي العزّة والعزّة هي ما أقرّه الإله وشرَّعَ ؛
وأنّ الحياة واقع لا ما نسجه الخيال وصوَّره،
وأنّ الخلق الرفيع أسمى زادٍ يتغذّى به المرء ويتزوّدُ .
لكنّني سبحت في عالم الأحلام لحظة !! وليتني ماحدت عن طريقي وليته ما تبدَّلَ،
حتّى أبصرت أنّي بقدر ما ارتفعت وقعت، وأنَّ جناحيّ تكسَّرتا، وجلدي تسلَّخَ !
وكأنّني ماكنت يوم كنت حتّى صرت شيئاً مذهلاً ، بالأمس لم تملّ النجوم صحبتي، واليوم جعلتني بين الخنافس والجعلان، بل كلّ ما استُهين وحُقِّرَ!!
ظلمتك يا نفسي يوم أن سقتك إلى دنيا، الراحةُ فيها أن تُمزَّقَ الكرامةُ وتُبعثرَ ،
ظلمتك يانفسي يوم أن سلّمتُ الزمام لقلبي لحظةً!! فيا لسوء المسلِّم والمتسلم !!
آه يا نفسي لو تعلمين !! فقالت كفَّ!! فما عهدتك من أهل التشكّي والتألّمِ! ثم قالت لي كلمة ما أظن أنّ فكري لها يخطئُ !!
ما قيمة المرء إن ضيّقّ فكرَه وصار قلبُهُ سبقاً للهموم ومرتعا ؟!
ما قيمته إن بكى الماضي وما ضيَّع،
وأغضى بطرفه عن الحاضر وما أسرج الخيل وما أسرع !!
ما قيمته إذا ما أطلق العنان لعقله وراح يمحو ما أخطأه الفؤاد
وأحدثَ ؟؟!!
قم وارتدِ ثياب العزّة التي أبت لغيرك أن تصنَّعَ ،
وانسَ نسرينة الروض التي أخطأت حكماً حين ساوت بين من يزحف ومن يسمو ويترفَّعُ!!
إنّي لأسائلك وناري لا تخمد ولكن تُسعرُ !!
هذا فعلها يوم حلمت أن تغفو بين ضلوعها لحظة لتنسى ما رسم لك الحزن وما دبَّرَ.
فكيف بك إذا أسكنتها الدار والمتربعَ ؟!
وكيف ثمّ كيف وكيف أسئلة عزَّ جوابها أن يُرقعَ!
فقلت : يا نفسي كفّي عن الملام فقلبي قد صرخ حزناً وتقطّعَ ،
ولا تظنّي أنّ كبريائي لهوٌ عابثٌ يستميته الحب أو عليه يتواطأ، نسرينتي ما كنت أحسب أنّها قد مزّقت فؤادي ونثرته على الأبطح ، حتّى حرت كيف أجمعه أوالتقطه ، وقد كان ينظم لها أحلى الحديث ممّا رقَّق القول ومازجه.
تعنّتَ المحبُّ وما جمله لكنّه ؛ ويا لسوء حظّه لاقى كما لاقى مجير أم عامر يوم أن أسقاها وأطعمَ ،
ما كان حظّي منك أن أسفَّ التراب وأشرب من الكدر والمستنقعِ !
وأنا التي بذلت لك النصح الثمين فليتك تركته ينبت أو يترعرعُ !
أرخصتني وأنا منية الروض والأزهرِ، وبعتني ولكن بلا ثمن، وإن كان الثرى يُباع بثمن ويشترى؟؟!!

مشكور اخي

كلّما زجرت عيني عن الدموع ونهرتها، عوَّل جناني وضجت بصداه الضلوع. لله درّه ما أعوله؟
تسلم الانامل التي كتبت الكلمات اوالتي اختارت اختياااااار له فوق من كلمة راااااااائع

وتقبل كلماتي التي لم تفي بالغرض وتقبل مروري الذي عجز عن نقل مدى اعجابي بالكلمات

قصيدة رووووعة من شاعرة متألقة

:
.
:

..الرحيق المختوم ..

كل الشكر لك لحسن إختيارك وذوقك

دمتِى بكل ود

تقبلى مرووووورى

الله يعطيك العافية .. كلمات في قمة الروعة .. تحياتي واحترامي

» يامن ملك الفؤاد