هموم القلب والقلم

ذات مساء جلست خلف منضدتي لأفرغ مايملأ قلبي من هموم بتحويلها إلى حبر على ورق كعادتي .. أمسكت القلم وبدأت أكتب لكنني أفاجأ بالقلم يعاندني .. حاولت مرة أخرى .. وأذا به يقفز هاربا من بين أصابعي .. نظرت إليه وعيناي على اتساعهما وقد عقدت الدهشة لساني وأنا أسمعه يصرخ " كفى .. كفى .. أتسمعينني ؟ لقد مللت .. منذ أن بدأت الكتابة لم أكتب سوى هموم وأخزان ومآسي ...فأصبر وأقول ربما تكون هذه آخر مرة ربما في المرة القادمة سأكتب عن الحب والسعادة ... ولكن عندما بدأت في الكتابة عن الموت طفح الكيل " ... حاولت أن أدافع عن نفسي ولكنه قاطعني " لا تدعي أنه ليس لديك سوى الأحزان والمآسي تكتبي عنها .. مؤكد مرت عليك أوقات حلوة وأيام جميلة لما لا تكتبينها ؟ أم أنه مكتوب علي ألا أكتب إلا حزنا وهما ..!! ربما تقولين لي أنها أوقات قصيرة وأيام معدودة .. ولكن .. ألا تظنين أنها كافية لمحو بعض السواد الذي يلف حياتك وفتح ثغرة تتسلل منها أشعة السعادة إلى قلبك !!؟ ثم كيف تريدين من السعادة أن تجد طريقها إليك وأنت تلفين نفسك بكل هذا السواد ..!! حاولي أن تتذكري كل لحظة حب وكل لحظة سعادة مرت بك في حياتك وستكتشفين أن الغمام الأسود ينقشع عن قلبك رويدا رويدا ... وتأكدي من أنك كلما تذكرت لحظة حزن وسجلتها في مذكراتك ستزدادين غرقا في بحر الأحزان بحيث تصبح نجاتك منه شبه مستحيلة... انتفضت ورفعت رأسي لأكتشف أن جيوش النوم قد قهرتني فاستسلمت لها فنمت على أوراقي وقلمي الوفي أمامي ... مددت يدي وأمسكت به ... وبدأت أكتب مذكراتي السعيدة ...

مشكورة اختي


تقبلي مروري

شكرا جزيلا لك أخي الصغير المبدع الكبير .. مرورك نور صفحتي .. تحياتي