تحف فنية تسكن جذوع الأشجار

زائر

تحف فنية تسكن جذوع الأشجار

ZOOM-
بالتدريج والرقي بدأ النحاتون يكثفون ويختزلون وينوعون في أعملاه الخشبية،
مستنهضين تكوينات جديدة أكثر نضجا فنيا وتقنيا من سابقاتها، فقد أخذت كتلة
المنحوتة لديهم تتخلص من الحشد الكبير للعناصر الصاعدة والنازلة، ومن
الفراغات الكثيرة والمعقدة التي تتجمع داخلها بأكثر من شكل وإيقاع لتقتصر
على كتلة رئيسية مدروسة حجما وفراغا. إنها بايجاز جذوع اشجار طويلة قبل أن
يبادر النحاتون إلى تضاريسها بمطرقتهم وازميلهم لإعادة احياء أغصان
الأشجار المرمية وجعلها تحفة فنية فريدة استلهموا منها ما اكتنزت عليه من
تكوينات وأشكال شديدة الغنى تشكيليا ودلائليا، حاشدة بالمعاني والدلالات
الحكائية الأدبية المأخوذة بشكل مباشر وعفوي وصادق من الحياة الاجتماعية
لتشخص الجذع على هيئات رجل أو امرأة أو طفل أو حيوان، أو حتى آلة
موسيقية...، فكل قطعة تختلف عن الأخرى سواء بحجمها او شكلها.

لقد اكتشفت الزخرفة والنحوت على الاشجار في الكهوف الفرنسية، قبل ان
يبرع بها اليونانيون والعرب الذين برعوا في اشجار النخيل التي كانت الاكثر
استخداماً، أما زخارف الرومان الجذعية فكانت بالغة الفخامة لا مثيل لها
منحتت بمختلف الاشكال والاحجام المدهشة والرائعة من الاصنام ودمى خشبية
معتقة، تستخدم لتزيين المنازل والحدائق والمحال التجارية، والتي تحتاج كل
واحدة منها الى ساعات طوال من الصبر والأناة حتى تخرج من بين انامل صانعها
أروع الاعمال المنحوتة على على جذع الشجر كما الأشكال التي نراها.