الرجاء الدخول ولو لرؤية القصة فقط ,,,,,رجاء خاص

الســــــلام عليكم ..

.. أذكر أني قد قأرت مند زمن قصة العميان الذين أرادوا يوما أن يعرفوا كيف يبدو "الفيل" .. إذ لمس أحدهم قدمه .. فوصف الفيل بالجذع .. و لمس الآخر الذيل .. فشبه الفيل بالحبل .. إلى آخر ما قلت .. و قد تحسس كل منهم جانبا من الفيل .. متجاهلا سواه .. فظن أنه المصيب دون غيره .. .. أغفل كل منهم قصور "تحسسه" .. و غياب إلمامه بالـ"فيل" من جميع جوانبه .. و لم يعلموا أن تصوراتهم على اختلافها .. و تشبيهاتهم مع افتراقها .. ما هي في أحسن حالاتها .. إلا جزء من صواب لا يكون صوابا وحده .. بل و لا يقترب منه !

أبدأ الأمر بسؤال أجيبه لاحقا بما لن تنكروا ..

.. ما قولكم في رجل تعطلت سيارته .. لعيب خفيّ في محركها .. و عندما أراد إصلاحها .. أخذها لبقال ؟ .. و ماذا تقولون في رجل .. مرض ولده الوحيد بداء عضال .. فيه خطر على حياة فلذة كبده و نور عينيه .. فحمله عندما أراد علاجه .. لخياط ؟!!

.. اليس الأمر شبيها بمن بحث عن العسل .. في وكر للدبابير ! .. ألا يفسر الأمر بأحد أمرين .. أحلاهما مر .. جهل مطبق .. أو جنون مطلق .. أتنكرون ؟! .. لا أظن .. فالعقل السوي و الفطرة السليمة .. يحتمان أن تكون الحقيقة عكس ذلك .. و إلا .. عدت بكم لنختار لهذين الرجلين أحد سيئين لا نرضى أحسنهما .. و ليس فيهما حسن .. .. فلولا حاجز "المال" لما عالج الناس عظامهم إلا في ألمانيا .. و لا قلوبهم إلا في أمريكا .. أفضل طبيب يمكن الوصول إليه .. يُسعى إليه .. و أفضل ميكانيكي يسمح الحال بذهابنا إليه .. نذهب إليه .. بينما نسوق مسائل الفتيا معنا أينما حللنا و رحنا .. فالخياط يفتي .. و الميكانيكي يفتي .. و المهندس يفتي .. و الشيء يفتي .. و اللاشيء يفتي ! .. و كأنه (أي العلم الشرعي) علم موهوب لا يلتمس في صحائف الكتب و لا مجالس أهله ! .. أو .. لعل الأمر هنا لا يهم ؟ .. رحماك ربي !

.. أجل .. تختلف آراء الناس في مسائل كثيرة .. هذا يحب الموز و هذا يكرهه .. هذا يرى الأزرق جميلا و هذا يمقته .. قد يصدق المثل القائل "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع" هناك .. و ليس هنا .. فعندما يكون الاختلاف في حلال و حرام .. صواب و خطأ .. فلا يُحْمَل اختلاف الآراء على اختلاف الأذواق ! .. هناك دائما مصيب .. و مخطأ .. و نِعْمَ المخطىء العالم .. يخطأ عن اجتهاد .. فينال أجرا واحدا .. أما غيره ممن يجادل متبعا هواه بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير .. فهو إن طار و ارتفع .. و علا قدره و شأنه .. كان أبا شبر !

.. أما عن نبأ أبي شبر فقد قيل .. العلم ثلاثة أشبار .. فمن دخل الشبر الأول تكبّر .. و من دخل الشبر الثاني تواضع .. و من دخل الشبر الثالث علم أنه لم يعلم !

.. أبو شبر رجل ظن أن به من العلم .. ما يخوله لرد ما لا يوافق هواه .. و إن استدل عليه خصمه بقول فلان و فلان .. بل و ربما ظن أن تعمقه في دراسة علوم الدنيا من طب و فلك و تاريخ .. هو مفتاح علمه في غير ذلك .. فتكلم الرويبضة في كل هامّ .. و حدِّثْ بما يبلغه مدى خيالك من مفارقات مخجلة .. و لن تبالغ ! .. أصبح الناس يتسابقون ليفتي بعضهم بعضا .. بعد أن كان الصحابة رضوان الله عليهم يتدافعون الفتيا إشفاقا منها .. حتى يعود السائل إلى أولهم و ما أجيبْ ! .. أما اليوم .. و في عصر الصرعة (و ليس السرعة) .. فيُسألُ الشيخ في مسائل الطلاق و الزواج .. الإرث (و قليل من يعمل بما يُفتـَى) .. الحيض .. الصيام .. و كفى .. أما مسائل الأمة المصيرية .. و مصائبها المدلهمّة .. فكلنا فيها شيخ فقيه محدث !

.. أغريب ما تقرأ ؟ .. حسنا .. خذ جريدة سياسية .. أو استمع إن شئت لنشرة أخبار .. بل و ادخل لمنتدى في هذه الشبكة "العنكبوتية"(و ما أقرب الإسم من مسماه) الواسعة .. و عد تكرار كلمات "جهاد".."معجزة".."هذه من علامات يوم القيامة".. "شهيد".."دخل الجنة".."في النار".."فلان كافر".. "فلان منافق" .. الى آخر ذلك من كلمات .. أكاد أجزم أن كاتبها لا يدرك تماما .. معناها لغة .. فضلا عن أحكامها شرعا ! .. و تحسر بعدها على ابتذال هذه الكلمات و الأحكام العظيمة .. و تكراراها كثيرا بمناسبة و بدونها .. من بعض من لا يكادون يفقهون قولا ! .. دع عنك كل ذلك .. و أدخل لموضوع ديني .. في أي منتدى يرتاده الجميع .. و دعني أخبرك بما ستشاهد .. إن كان الموضوع من طراز "نصيحة".."هل تعلم" .. "قل كذا و لك كذا" .. "رجل فعل كذا فحصل له كذا" .. فكثيرٌ من يؤمّن .. و كثير من يشكر صاحب الموضوع قبل .. و دون أن يكمل قراءته .. و كثير من يندم على دخوله .. و "مش هذا موضوعنا" .. و إن كان الموضوع لتبيان حكم شيء معين من حل و حرمة .. وجدتَ من يؤيد .. و من يعارض .. فيبني أحدهما رأيه على نقل .. و يبني الآخر فكرته على هوى .. فيقول الأول قال الله .. ثم قال رسول الله .. ثم قال العالم الجهبذ فلان .. و يقول الآخر .. أعتقد .. أظن .. أرى .. و ليته يرى ! ..

.. تقوم الدنيا فلا تقعد .. تتغير مواعيد البرامج في التلفاز .. تلغى دورات و تؤجل مناسبات .. تنكس أعلام منكسة منذ قرون من الزمن .. لموت فنانة أو حاكم .. فيصاب المواطن المسكين بإسهال من إسهاب في "أذكروا محاسن موتاكم" ! .. بينما يموت العالم بهدوء .. دون أن يذكر موته أحد .. و لعلّي أصَحّـِفُ البيت الشهيرعامدا .. ليخدم ما أقول .. فأقول ..

لعمرك ما الرزية فقد مال .. و لا شاة تموت و لا بعير
و لكن الرزية فقد فذ ّ .. يموت بموته خلق كثير !

.. أخي .. عندما يخبرك شخص ما بأن هذه أو تلك .. حرام أو حلال .. فتثبت من ذلك .. ليس دينك مطية تركبها تارة و تتركها تارات .. طبق ما بين القوسين (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .. فإن قال لك من هو أهل لأن يقول .. هي حرام .. فلا تقل بعدها "حلال" و إن ابتلاك الله بفعلها .. فمقر بخطأه خير من منكر له .. فكيف بمدّع لحلّه ؟! .. و إن قال أهل العلم "حلال" .. فاحذر أن تحرم ما أحل الله .. أما إن لم تجد الوقت لتتثبت .. و لم تجد العلم لترد بمنطق .. و دليل .. و حجة و برهان .. فأصمت .. فـ"ـأن تصمت فيظن الناس أنك أحمق أفضل من أن تتكلم فتؤكد ذلك" ! ..

.. يغيظني أحيانا أن يستدل البعض بكلام عالم رباني .. أفنى عمره بين صفحات الكتب.. و مجالس كـُتـّابها .. .. فيطيل الناقل و يسهب .. و يكثر من قص و لصق .. دفاعا عن فكرة .. و تثبيتا لصحة رأي .. بل و ربما نقل إجماعا لعدد من أحبار العلم .. و رؤوسه .. فيرد الآخر كل ذلك بتوقيع في الموضوع لا يتجاوز السطر .. منكرا كل ما سبق .. لأنه لا يعجبه .. أو أنه "لم يسمع به في آبائه الأولين" .. مستدلا على لا شيئه بشبر طق .. و هي حالات نربأ بكم عنها .. لعلو قدركم عن انخفاض مقامها.

.. حرية الرأي في حدود .. مطلب الجميع .. و لا يكون شيء بلا حدود جيدا إطلاقا .. إلا بعض حلقات برنامج "بلا حدود" ! .. أما في مسائل العلم .. فلابد من حدود .. لا يفتي إلا من هو أهل لأن يعلّم غيره .. و لا يُنقلُ إلا عن مثله .. يُتركُ كل علم لأهله .. فلا يعالج الناس إلا الطبيب .. و لا يصمم المباني إلا مهندس .. و لا يحاسب الناس على سرعة زائدة إلا شرطي .. و إلا لكان الأمر فوضى ! .. و رحم الله القائل "أعطي الخبز لخبازه و لو أكل نصفه" ! .. فكيف بخباز لا يأكل نصفه و لا ربعه ؟! .. بل يخبز لك بلا ثمن يرتجيه منك ! .. يقول ابن القيم رحمه الله ..

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه !

.. و قديما قال من لا أعلم .. "الدبلوماسي رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات" .. فإن لم تستطع أن تكون طالب علم يسأل أهل الذكر .. فكن دبلوماسيا رحمك الله ! .. و إن أبيت هذه .. و ترفعت عن تلك .. فاعلم .. أنك إن ظننت بنفسك جهلا .. أقررنا لك بما ظننت .. و إن ظننت بنفسك علما .. كنت أبا شبر !

.. انتهى كلامي .. غفر الله لي !

هامش ..
.. شبر طق = لا شيء.
.. الكلام موجه للميسترو أولا .. أنا أعلمكم به ! .. فادعوا لأخيكم بخير.
.. و لا زال الخير موجودا .. و في ازدياد إن شاء الله .. و لكننا هنا .. نصفع غيره.

.. على الود نلتقي .. دمتم بخير .

انا لا اسمع لا اري لا اتكلم

شكر على مرورك الجميل

بارك الله فيك

بارك الله فى الجميع

شكرا ليك زنتانى موضوع رائع

مشكور اخي الفاضل

مشكور .... اخي الكريم . دمت بخير

تحياتي

مشكو عالمجهود الرائع

مشكور علي القصه الجميله