وصية جامعة

موضوع: وصية جامعة الثلاثاء يوليو 06, 2010 1:49 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين نتجه لأي شخصية من شخصيات
الفكر العربي التي كان لها دورها الفاعل والايجابي في أثراء الأدب وحين
نتجه لهذه الشخصية نجدها قد سلكت أسلوب الموسوعية والشمول في كثير من
الأوضاع وارتبطت به واستطاعت أن تسجل من قبسات الفكر ما يعد معيناً لا
ينضب

فقد
أوصى الأمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه ولده الحسن في وصية طويلة ورد
فيها بعد الحث على تقوى الله والتأمل في أثار السابقين والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر والاعتصام بالله وحده والأتكال عليه دون أحد من خلقه

بقوله
له :- وأعلم يا بني أن من كانت مطيته الليل والنهار فأنه يسار به وإن كان
واقفاً ويقطع المسافة وإن كان مقيماً وادعاً ، وأعلم يقيناً أنك لن تبلغ
أملك ولن تعدو أجلك ، وأنك في سبيل من كان قبلك ، فخفض في الطلب وأجمل في
المكتسب ، فأنه رب طلب قد جر إلى الحرب ، وليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل
بمحروم ، وأكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب ، ولا تكن عبد غيرك
وقد جعلك الله حراً ، وما خير لا ينال إلا بشر ويسر لا ينال إلا بعسر ،
وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك منهل الهلكة ، وإن استطعت ألا يكون
بينك وبين الله ذو نعمة فأفعل ، فأنك مدرك قسمك وآخذ سهمك ، وإن اليسير من
الله سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كل منه ، ومرارة اليأس
خير من الطلب إلى الناس ، والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور ،
والمرء أحفظ لسره ، ورب ساع فيما يضره ، قارن أهل الخير تكن منهم وباين
أهل الشر تبن عنهم ، وبئس الطعام الحرام ، وظلم الضعيف أفحش الظلم ، ربما
كان الدواء داء والدواء دواء ، وربما نصح غير الناصح وغش المستنصح ،
والعقل حفظ التجارب وخير ما جربت ما وعظك ، بادر الفرصة قبل أ تكون غصة ،
ليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يؤوب ، ومن الفساد إضاعة الزاد ومفسده
المعاد ولكل أمر عاقبة ، سوف يأتيك ما قدر لك ، ورب يسير أنمى من كثير ،
ولا خير في معين مهين ولا في صديق ضنين ، وامحص أخاك النصيحة حسنة كانت أو
قبيحة ، وتجرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ، ولن لمن غالظك
فإنه يوشك أن يلين لك ، وخذ على عدوك بالفضل فإنه أحد الظفرين ، ومن ظن بك
خيراً فصدق ظنه ، ولا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه فإنه ليس
لك بأخ من أضعت حقه ، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ولا ترغبن في من زهد عنك
، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ، ولا يكونن على الإساءة
أقوى منك على الأحسان ، ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك ، فأنه يسعى في مضرته
ونفعك ، وليس جزاء من سرك أن توءه فإن العاقل يتعظ بالآداب والبهائم لا
تتعظ إلا بالضرب ، أطرح عنك وإردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين ،
والصديق من صدق غيبه ، والهوى شريك العمى ، ليس كل عورة تظهر ولا كل فرصة
تصاب ، وربما أخطا البصير قصده وأصاب الأعمى رشده ، وقطيعة الجاهل تعدل
صلة العاقل ، سل عن الرفيق قبل الطريق ، وعن الجار قبل الدار ، وأكرم
عشيرتك فإنهم جناحك الذي تطير به ، وأصلك الذي إليه تصير ، ويدك التي بها
تصول .

وفي
هذه الوصية النصيحة بذكر الموعظة بمرور الليل والنهار نابضة بروح الإيمان
والصدق والمودة وقاعدة عامة للسلوك السوي الذي ينبغي للإنسان في كل عصر أن
يستلهمه ويسير على ما فيه من هدى ويقين وبها الكثير من الجوانب الحية الت
تفتح أمامنا مختلف اّلآفاق في المعرفة

وأنا بكل صدق وأمانة أنصحكم بها والتمسك بتطبيق ما تشمله من أفكار وفروض لنحظى بحياة هانئة

جزاك الله خير الجزاء

بارك الله فيك

وجزاك الجنة

شكرا على الطرح

يعطيك العافيه على الطرح الجميل

تحياتي لك

» وصية جامعة
» صور جامعة سنغافورة
» وصية عصفور
» وصية العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله
» وصية الرسول قبل وفاته