قصة موسي مع الخضر وقارون صاحب الثراء الفاحش............

‬مأمون‮ ‬غريب
عاش موسي عليه السلام مع قومه في سيناء،‮ ‬وقد وجد من بني اسرائيل اعراضا عن دعوته‮.. ‬انهم يثوبون إلي الحق،‮ ‬ثم يعودون إلي الباطل‮.. ‬انهم هكذا دائما في كل العصور لايرضخون إلي الحق إلا بعد جهد ومشقة فذات يوم وجد شيخا مقتولا،‮ ‬وأخذ ابن أخيه يبكي عليه،‮ ‬ويطلب القصاص من قاتله،‮ ‬وتوجهوا إلي موسي‮ ‬عليه السلام يطلبون منه أن يناجي ربه لمعرفة القاتل،‮ ‬وقال لهم موسي إن الله يأمركم بذبح بقرة‮.. ‬هنا تجادلوا حول هذه البقرة ولونها،‮ ‬وما هي؟‮.. ‬حتي اذا انتهي الأمر بذبح البقرة وطلب موسي أن يضربوا القتيل ببعضها،‮ ‬فأحياه الله وقال إن قاتله هو ابن أخيه وقد قتله طمعا في إرثه ثم مات‮.‬
والقرآن الكريم يقص هذه القصة بإيجازه المعجز يقول في سورة البقرة‮:‬
‮>> ‬وإذ قال موسي لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين،‮ ‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي،‮ ‬قال إنه يقول إنها بقرة لافارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون،‮ ‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا مالونها قال إنه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين،‮ ‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وإنا ان شاء الله لمهتدون‮. ‬قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولاتسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون‮«.‬
‮>>>‬
وخلال حياة موسي عليه السلام كانت له قصة مع عبد صالح من عباد الله وهو الخضر عليه السلام‮.. ‬وقيل انه سمي الخضر،‮ ‬لأنه كما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم‮.‬
‮»‬انما سمي الخضر لأنه جلس علي فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء‮«.‬
وقيل انه سمي الخضر لأنه أينما صلي أخضر ما حوله لقد التقي به موسي عليه السلام،‮ ‬وتعلم من علمه اللدني الكثير،‮ ‬مثل تفسيره لموسي لماذا خرق السفينة،‮ ‬ولماذا قتل الغلام؟ ولماذا أقام الجدار الذي كان سينقض‮.‬
لم يكن موسي عليه السلام يدرك الهدف من كل ما قام به الخضر حتي فسره له بان السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر فأعابها حتي لا يأخذها منهم الملك الظالم،‮ ‬أما قتل الطفل فقد قتله خوفا من إرهاق والديه،‮ ‬وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحا،‮ ‬وكان تحت هذا الجدار كنز للغلامين،‮ ‬وقد أقاما الجدار حتي ينتفع الطفلان بهذا الكنز عندما يكبران‮.. ‬وقد فعل كل ذلك بأمر من الله‮.‬
‮- »‬وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا‮«.‬
‮>>>‬
وفي عصر موسي عليه السلام كان يعيش قارون صاحب الثراء الفاحش،‮ ‬أغرته الأموال عن ذكر الله فأحب المال والثراء عن ذكر الله،‮ ‬وأخذ يفخر بأمواله الطائلة،‮ ‬حتي الناس‮ ‬غبطته علي ما يمتلكه من أموال وثروات،‮ ‬وطلب منه موسي عليه السلام أن ينفق أمواله في سبيل الله،‮ ‬بدل هذا الغرور الذي يعيش به،‮ ‬حتي أنه أدعي أنه أوتي ما أوتي من نعم بفضل قدرته علي اكتساب المال‮.‬
يقول الله تعالي في سورة القصص‮:‬
‮>> ‬إن قارون كان من قوم موسي فبغي عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة،‮ ‬إذ قال له قومه لاتفرح ان الله لايحب الفرحين وابتغ‮ ‬فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا،‮ ‬وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ‮ ‬الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين‮. ‬قال إنما أوتيته علي علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولايسأل عن ذنوبهم المجرمون‮. ‬فخرج علي قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم‮. ‬وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولايلقاها إلا الصابرون،‮ ‬فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين‮..«.‬
‮>>>‬
حياة عاشها موسي عليه السلام يدعو إلي ربه،‮ ‬ويحاول هداية بني اسرائيل،‮ ‬الذين طالما عصوه المرة تلو المرة،‮ ‬وكان صابرا عليهم رغم كل ما فعلوه من آثام‮.‬
وجاءت الوصايا العشر في التوراة،‮ ‬لعل بني اسرائيل يسيرون علي هداها،‮ ‬والتي وصفها القرآن الكريم بقوله‮:‬
‮»‬وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء‮«.‬
تقول الوصايا العشر‮:‬
‮>> ‬سبحني وقدسني أنا الرب إلهك‮.. ‬فاعبدني ولاتشرك بي شيئا،‮ ‬واشكر لي ولوالديك إلي المصير أحييك حياة طيبة‮«.‬
‮> »‬ولاتقتل النفس التي حرم الله،‮ ‬فأضيق عليك السماء بأقطارها والأرض برحبها‮«.‬
‮>> »‬ولاتحلف باسمي كذبا،‮ ‬فإني لا أطهر ولا أزكي من لايعظم اسمي‮«.‬
‮>> »‬ولاتشهد بما لايعني سمعك،‮ ‬ولاتنظر عينك ولايقف عليه قلبك،‮ ‬فإني أوقف أهل الشهادات علي شهاداتهم يوم القيامة وأسألهم عنها‮«.‬
‮> »‬ولاتحسد الناس علي ما آتيتهم من فضلي،‮ ‬فإن الحاسد عدو نعمتي ساخط لقسمتي‮«.‬
‮> »‬ولاتزن،‮ ‬ولاتسرق،‮ ‬فأحجب عنك وجهي وأغلق دون دعوتك أبواب السموات والأرض‮«.‬
‮> »‬ولاتذبح لغيري،‮ ‬فإنه لايصعد إليّ‮ ‬من قربان الأرض إلا ما ذكر عليه اسمي‮«.‬
‮> »‬وأحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك‮«.‬
‮> »‬لاتشته امرأة قريبك ولاتشته بيت قريبك ولاعبده ولا أمته ولاثوره ولاحماره‮«.‬
‮> »‬اذكر يوم السبت‮ - ‬يوم الراحة‮ - ‬لتقدسه،‮ ‬ستة أيام تشتغل وتعمل جميع أعمالك،‮ ‬أما اليوم السابع فللرب إلهك تستريح‮«.‬
‮>>>‬
وهذه الوصايا،‮ ‬اشتملت عليها دعوات كل الأنبياء والرسل‮:‬
‮»‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلي نوح والنبيين من بعده،‮ ‬وأوحينا إلي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وعيسي وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا‮. ‬ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل،‮ ‬ورسلا لم نقصصهم عليك،‮ ‬وكلم الله موسي تكليما‮. ‬رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل،‮ ‬وكان الله عزيزا حكيما‮«.‬
‮>>>‬
لقد ظل اليهود في التيه أربعين سنة،‮ ‬وكانت عيونهم ترنو إلي الأرض المقدسة‮.. ‬ولكنهم لم يدخلوها إلا فيما بعد علي أيام يوشع‮..‬
وظل موسي عليه السلام يدعو قومه إلي الالتزام بتعاليم التوراة،‮ ‬ويقول المفسرون ان هارون وموسي قد أمرهم الله بالذهاب إلي جبل‮ (‬هور‮).. ‬ومات هناك هارون عليه السلام،‮ ‬ودفنه موسي‮.. ‬وعاد إلي بني اسرائيل،‮ ‬وعندما حان الأجل لموسي عليه السلام،‮ ‬أوحي إليه أن يذهب إلي جبل‮ (‬بتو‮).. ‬وأن ينظر إلي الأرض المقدسة ولايدخلها‮.. ‬وهناك مات موسي عليه السلام،‮ ‬ودفن هناك علي هذا الجبل‮.‬
يقول القرآن الكريم في سورة مريم‮:‬
‮»‬واذكر في الكتاب موسي أنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا‮. ‬ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا‮«.‬
ويقول في سورة‮ ‬غافر‮:‬
‮»‬ولقد أتينا موسي الهدي وأورثنا بني اسرائيل الكتاب،‮ ‬هدي وذكري لأولي الألباب‮«.‬
مراجع
‮> ‬قصص الأنبياء ابن كثير
‮> ‬القصة القرآنية‮ ‬فتحي رضوان
‮> ‬قصص الأنبياء‮ ‬عبدالوهاب النجار
‮> ‬قصص من الكتب المقدسة‮ ‬عبدالحميد جودة السحار
‮> ‬نساء تحدث عنهن القرآن د‮. ‬محمد سيد طنطاوي
........................‮> ‬الرسالات الكبري‮ ‬سنية قراعة................