رمضان يودعنا

[size=21]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ها هو شهر رمضان الذي جعل الله أوله مغفرةً وأوسطه رحمةً وآخرهُ عتق من النار، قد أوشكَ أنْ يودعنا، وقد جعله الله تعالى باباً من أبواب الخير للتائبين والمقصرين ليعودوا الى ربهم ويتقربوا اليه بالطاعات والأعمال الصالحة، وما الأعمال الصالحة إلا الصلاة والصوم وقراءة القرءان الصدقة والعفو والمغفرة لمن أساء الينا، ومساعدة المحتاجين من الفقراء و الأرامل والأيتام والقول الحسن للناس للجار والصديق مع من نعرف ومن لا نعرف.
والأمر الأهم الذي نحن بحاجة إليه، إصلاح ذات البين التي وردت فيها آثارٌ عظيمة، وحسبك من هذه العبادة التي قال عنها جبريلُ (عليه السلام) حين سألهُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن كان للملائكة عبادة في الأرض فقال: لا، ولو كان لنا ثمة عبادة لأخترنا أن تكون الإصلاح بين الناس، وفي الحديث أن الله تعالى يطلع على العباد في رمضان فيغفر لكل تائبٍ إلا ثلاثة وذكر منهم المشاحن - أي المخاصم - يقول دعوهم حتى يتصالحا، وقد أخرج البُخاري حديثاً عظيم الدلالة على أهمية التصالح، وفيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب من رجلين من هذه الأمة جثيا بين يديَّ رب العزة فقال أحدهما: يارب خذ لي بمظلمتي من أخي هذا، فيقول الله تعالى للمشكو أعط أخاك مظلمته، فيقول: وكيف ولم يبق عندي شيء، فيقول الشاكي: أي ربِ فيلحمل من ذنوبي، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقال إنَّ هذا يومٌ عظيم يومٌ يود المرء لو يحمل عنه من ذنوبه، ثم قال ( صلى الله عليه و سلم): فيقول الله تعالى للمشتكي أرفع رأسك فأنظر، فيرفع رأسه فينظر، فيقول له الله تعالى: ماذا ترى؟ فيقول: أرى مدناً من ذهبٍ قصورها وأنهارها وأشجارها..لأي مَلكٍ مقرب هذا؛ أم لأي نبيٍ هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن يملك ثمنه. فيقول العبد: ومن يملك ثمنه؟ فيقول الله تعالى: أنت تملك ثمنه، بعفوك عن أخيك. فيقول الشاكي: قد عفوت عنه. فيقول الله تعالى فخذ بيد أخيك وأدخلا الجنة. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله يُصلح بين عباده؛ فأصلحوا بين أخويكم..
فلنسارع وأنا أولكم الى ذلك فالوقت لا يعود إلى الوراء، فالمبادرة المبادرة والهمة الهمة في أنفسكم وأهليكم وجاركم والفقير والمحتاج، وإعلموا إن العفو والصفح خير من صدقة يتبعها مَنٌ أو أذى، ولنجعل من نهاية رمضان طريقاً لإستقبال العيد، ولنصل ما قطع غيرنا، ولنصلح ما أفسد غيرنا، فبذلك يُنال رضا الله تعالى، واعلموا إن الله إذا أحب عبداً استعمله في طاعته وإذا كره إنبعاثه ثبطه.
وها هو رمضان تاركنا فيا تُرى ماذا سيقول عنا على أي حال سيتركنا، هل يتركنا متنازعين يقتل بعضنا البعض بأي حجة ولأدنى سبب.
أسال الله أن يتقبل منكم ومني صالح الأعمال، و يتجاوز عن أخطائنا إنه هو البر الرحيم.

كل عام وانتم بخير
الاسد الجريح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [/size]

جزاك الله كل الخير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في ميزان حسناتك ان شاء الله

» حكم من ترك قضاء صيام رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده
» أيهما أصح ان نقول "رمضان كريم" أم "رمضان مبارك"؟؟؟
» ها هو رمضان
» أنا رمضان .
» فضل شهر رمضان