منتديات بدو ليبيا
الهجرة  في  التاريخ  الليبي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
يشرفنا تسجيلك معنا
شكرا الهجرة  في  التاريخ  الليبي 829894
ادارة
المنتدي
الهجرة  في  التاريخ  الليبي 103798
منتديات بدو ليبيا
الهجرة  في  التاريخ  الليبي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
يشرفنا تسجيلك معنا
شكرا الهجرة  في  التاريخ  الليبي 829894
ادارة
المنتدي
الهجرة  في  التاريخ  الليبي 103798
منتديات بدو ليبيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» عائلة الصبيحي
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 10:18 am من طرف عاطف0

» فرع بيت نصر الشامخ عبد الدائم جبريل برغوث ابن الذيب الملقب بي ابو الليل زعيم قبائل بني سليم القيسية من سوهاج مركز دارالسلام يحي قبلي قرية الشناهره عيلت المغاربة
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 8:31 am من طرف عاطف0

» فرع بيت نصر الشامخ عبد الدائم جبريل برغوث ابن الذيب الملقب بي ابو الليل زعيم قبائل بني سليم القيسية من سوهاج مركز دارالسلام يحي قبلي قرية الشناهره عيلت المغاربة
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد ديسمبر 15, 2019 8:29 am من طرف عاطف0

» حميد السعيطي غلا ونقص ومرجاه ...... وسمور هكذي قيس عمركن
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:09 pm من طرف مانك اللي

» سجل حضورك بكلمة انجليزية
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد سبتمبر 09, 2018 12:38 am من طرف ahmad1

» أكثر العبارات الليبية التي حيرت العلماء!!
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد أغسطس 26, 2018 11:29 am من طرف ahmad1

» غناوي وشتاوي ع الدار صح الصح
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد أغسطس 26, 2018 11:24 am من طرف ahmad1

» شن تهدي اللي بعدك(غناوه اشتاوه)
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 12:06 am من طرف ahmad0

» كامل رصيدك و الا انسيت وجافي .
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالثلاثاء يوليو 24, 2018 12:19 am من طرف الحبوني

» الجديد جديد والقديم قديم ومن الاخير
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالثلاثاء يوليو 03, 2018 8:45 pm من طرف مراوي سمح الضاوي

» اروع الأصوات ...محمود الشحات انور
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالجمعة يونيو 01, 2018 8:27 am من طرف sayidemam1

» اتصل بأى دولة فى العالم أو فى بلدك وجرب بنفسك
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالسبت مايو 12, 2018 6:56 pm من طرف sayidemam1

» هل تعلم ما هي فوائد الشعير المغلي لن تصدق؟
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالسبت فبراير 17, 2018 11:53 am من طرف elkhiat

» لو قرأت هذا الموضوع لن تدخن ابدا واتحداك
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالجمعة فبراير 16, 2018 6:15 pm من طرف elkhiat

» شيبانى يكلم فى دكتورة عيون
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأربعاء يناير 17, 2018 7:49 am من طرف محمد الوفى1122a

» الله عبدالسلام دخين
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالخميس يناير 11, 2018 1:11 pm من طرف الله عبدالسلام دخين

» قبيله البراعـــــــصه
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد ديسمبر 31, 2017 8:33 am من طرف عبد اللطيف محمد الشريف

» حال_الغايه
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 1:06 pm من طرف MALIK_STEITA

» لماذا هجرت بلدك
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 1:04 pm من طرف MALIK_STEITA

» حكايتي مع المنتدي
الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالسبت ديسمبر 30, 2017 1:02 pm من طرف MALIK_STEITA


 

 الهجرة في التاريخ الليبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحيم
.
.
عبد الرحيم


ذكر عدد الرسائل : 432
العمر : 76
العمل/الترفيه : قراءة
المزاج : هادئ
رقم العضويه : 1507
نقاط : 50717
تاريخ التسجيل : 15/01/2012

الاضافات
ورقه شخصيه : 1
معلومات العضو : 2

الهجرة  في  التاريخ  الليبي Empty
مُساهمةموضوع: الهجرة في التاريخ الليبي   الهجرة  في  التاريخ  الليبي Emptyالأحد سبتمبر 23, 2012 7:30 pm

[left] احبتي اعضاء هذا المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اعجبت بهذا الموضوع لانه يمثل معاناة شعب عبر عصور وهو جدير بالاهتمام
ارجو ان تطولوا بالكم عند قراءة الموضوع ولكم خالص تحياتي

“الذي يذهب إلى ليبيا الجميلة جداً متأخراً
بعد تقاسم الأراضي أقول أنه سيندم كثيراً “
هذا هو نص نبوءة دلفي كما قدمته القصيدة البيثية في عهد باتوس السعيد الى جميع الإغريق عندما نصحتهم العرافة أن يبحروا للإقامة في ليبيا. وهناك ترجمة أخرى لنفس النص تقول “ان من يتوانى في الذهاب الى ليبيا النضرة حتى يتم توزيع الأرض فسيندم على ذلك بلا ريب “وليست العرافة اليونانية وحدها فقط من ساهمت في الدعوة للهجرة لى ليبيا ولكن الأرض الليبية كانت لها مساهمة فعالة بتقديمها ثمرة نبات اللوتس التي خلبت ألباب بحارة أوديسيوس عندما قدمها لهم شعب اللوتوفاجي على الساحل الليبي فأسرتهم بحلاوة مذاقها وأنستهم أوطانهم الأصلية وجعلتهم لا يرومون البعاد ورفضوا أن يؤوبوا مع أوديسيوس الى السفينة.
أما آن للطير المهاجر أن يعودَ؟
الهجرة في التاريخ الليبي :
يحفل السجل الأثاري (الأركيولوجي) الليبي بآلاف الشواهد التي تشير الى هجرتهم من وسط ما يسمى الآن بالصحراء الكبرى منذ نهاية الألف الرابعة ق. م، وفي جميع الإتجاهات تقريبا بحثاً عن مصادر أوفر للمياه. وعند أواسط الألف الثالثة ق. م، تروي لنا الرسوم المصرية القديمة جزاءً من هذه الملحمة.
فكما أن الليبيون قد ضعنوا بالهجرات إلى بلاد المور وما وراء الصحراء الكبرى ودلتا النيل منذ عصور بداية التاريخ، فإن أمما كثيرة قد استضافتهم الأرض الليبية أمثال الفينيقيين واليونان والرومان والعرب ولأتراك، إلخ.
وفي العصر اليوناني كان هناك علامات عديدة من أدب الهجرة في إقليم قورينائية منها:
“ما أقساكم يا أهل قورينا ، اذ تخرجونني من ليبيا الى بلاد اليونان “!
هذه هي صيحة الفجيعة التي صدرت من ثيودورس القورينائى عندما حكمت عليه المحكمة بالنفي من بلده لخطورة آرائه وكانت صيحة ألم مرير لفراق الأهل والبلاد .
وكذلك ما قاله انثيباتس في روايته العشاق التعساء :
“أواه ! أنا لن أأوب إلى الوطن الذي نفيت منه .. فلأقل وداعاً لكل العواطف ، لكل الخيول ، وعرباتها ، ولسباق الحواجز..
وداعاً للسلفيوم ، وحزمه ، وأوراقه ، وعصيره العجيب !! “.
وذلك يذكرنا بما أشار إليه المؤرخ وعالم الآثار الإنجليزي ريتشارد جودتشايلد في كتابه “قورينا وأبولونيا “حيث قال :
“لقد نجحت قورينا في إنجاب الكثير من العباقرة والمفكرين ولكن لم تنجح في الإحتفاظ بهم، وكان شعاع الحضارة في آلكساندريا أو (الإسكندرية) أقوى من أن يقاوم، فهاجر أكثرهم وتوطنوا هناك وارتادوا أعلى المراتب”.
ومن ملاحم هجرات الإستيطان إلى ليبيا القديمة، قدوم الفينيقيين من الشرق وكذلك من عدد من الجزر بحر الأوسطية في حركة حافلة بالأسطورة، وذلك ليتسنى لهم الاستقرار على سواحل الشمال الأفريقي، لقد علّموا الليبيين صناعة المعادن وفي ظرف ثلاثة قرون نقلوا سكان الشمال الأفريقي من العصر الحجري- الذي عاشوا في ظله لأكثر من مائة ألف عام – إلى عصر المعادن، بل وعلم الفينيقيون الليبيين كيف يصنعون “المدينة الدولة “حتى تمكنوا من تأسيس(قرطاجن) أعظم حاضرة في البحر المتوسط لعدة قرون.
ومن الهجرات إلى ليبيا ما كان غايته الإنتقام وآيته التدمير كهجرات بني هلال وبني سُليم والوندال والنورماند إلخ.
ففي (سنة 1062م) أعطى الفاطميون مُلك المعز ابن باديس الصنهاجي الى قبائل بنوهلال وبنو سُليم انتقاماً منه لخروجه على طاعة النحلة الفاطمية، فهاجرت هذه القبائل الى الشمال الأفريقي كالجراد وحاربت ابن باديس حتى انتصرت على دولته وأزالت رسمها ومسحت إسمها من أفريقيا، تم استقر بنو هلال بتونس وبنو سُليم في ليبيا وقلد كل منهم أهل البلاد التي سكنوها في العادات والتقاليد ففي ليبيا لبسوا الجرد واكلوا البازين والكسكسي .
وتعددت أسباب الهجرة عند الليبيين عبر التاريخ والهمُّ واحد، فهناك هجرات سببها الأمراض والأوبئة كما حدث على سبيل المثال في عام 1850م ، حيث يقول (ن . إ . بروشين) في كتابه “تاريخ ليبيا في العصر الحديث “ص286 :
“زادت الاضطرابات بسبب وباء الكوليرا الذي بدأ سنة 1850 وأدت هذه الكارثة الرهيبة الى قيام الكثيرين من سكان طرابلس والمناطق المحيطة بها بمغادرة البلاد بحثا عن النجاة في مالطا وتونس بل وفي الجزائر ومصر وبلغت الوفيات بسبب الكوليرا حدودا كبيرة فخلال ثلاثة أشهر فقط توفي في طرابلس 800 شخص وتقلص عدد سكان المدينة الى 5 آلاف نسمة خلال فترة الوباء نتيجة لارتفاع نسبة الوفيات وبسبب الهجرة، هذا بينما لم تتخذ السلطات التركية أية إجراءات تجاه هذه الكارثة العفوية وهو ما زاد من سخط السكان وثم التعبير في كل مكان عن الأستعداد لا ستئناف الصراع المسلح”.
والسبب الأخر للهجرة هو الحروب التي توالت على الأراضي الليبية، فالحروب كانت واحداً من أقدارنا التي كُتِبَتْ علينا نحن الليبيون على مَرّ الزمان، نحن نعرف أن الشعب الليبى ضرب للعالم أروع مثال في التضحية البشرية قرباناً لقداسة تراب وطنه الطاهر وإن سكان ليبيا خلال العهد الايطالى كانوا في نقصان مستمر مع العلم أنه لم تكن هناك احصائيات تبين تعداد السكان والهجرة خارج ليبيا كانت بأعداد كبيرة نتيجة النقص في الموارد الاقتصادية في ليبيا وهذا انعكس على نمط الحياة الاجتماعية وتختلف المصادر في تقديراتها في الأعداد التى هاجرت خارج ليبيا خلال تلك الفترة فنجد أن تعداد الذين هاجروا الى مصر كان مئة ألف وإلى تركيا عشرة آلاف وإلى الشام عشرة آلاف وإلى تونس عشرين ألفاً (هذا حسب اشارة حسن على خشيم). أما الطاهر الزاوى فقد أعطى احصائية مختلفة عن ذلك حيث قال أن عدد المهاجرين إلى مصر أربعة عشر ألفاً وألى تونس عشرين ألفاً .
ومن الأسباب التي أدت الى الهجرة هي تكاثر السكان من جهة وسوء الظروف المعيشية والجفاف من جهة اخرى وما يترتب عليه من مجاعات التي يطلق عليها الليبيون أسماء خاصة مثل عام السبول وعام القرامات وعام الفكريس الذي انتشرت فيه مجاعة مخيفة في ليبيا في بداية سنة 1916 م نتيجة للجفاف حتى اضطر السكان الى أكل جلود الحيوانات والفكريس – هو قلب جذع النخلة يدق ويغربل ويؤكل.
ولقد وصلت المجاعة من الحدة حدٌ لا يوصف، إذ يروى أنه إذا جلس أفراد العائلة لتناول بعض الطعام الشحيح،
كانت الفئران تخرج من أوكارها – وقد فقدت تحرزها من بني البشر من ضراوة الجوع – لكي تركض بين الأواني لتخطف بعض القيمات من بين الأيادي! وذلك لأنه لا يوجد في أي ركن من أركان البيت أي بقايا من طعام.
ولقد اضطر الناس من وطئة المجاعة لأن ينبشوا بيوت النمل بحثا عن بعض حبوب الشعير أو القمح!
وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع يقول شاهد عيان “لقد اشتدت مظاهر المعاناة حتى رأيت بعينى شيخاً عجوزاً يختلى الى بقعة من الأرض خلفتها (إبل دوريات الهجانة) ويجمع روث الإبل ثم يجلس ليفتت “البعر “– ليلتقط ما فيه من حبات الشعير ثم يبدأ في تناولها، منظر استقر في اعماقى وأرقنى ورويته للكثيرين “، عن محمد الأسطى.
وإنه لمن الغريب حقاً أن يتعرض الشعب الليبي لأربع مجاعات كبرى في مدة خمس عقود من بداية القرن العشرين دون أن يلتفت لساحلٍ بحريٍ بطول ألفين من الكيلومترات؟ لعل السبب هو التحول نحو البداوة منذ ألف عام والإنكفاء نحو الصحراء، بحيث لم يعد البحر مصدر للخيرات، ولكنه مصدر غزوات العدو! وللمزيد عن المجاعات في الإقليم الطرابلسي راجع – محمد الأسطى).
تلك السنوات العجاف قد أدت لتفاقم الهجرة، وخصوصا في المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية مثل الجفارة وجبل نفوسة وترهونة وبني وليد.
وفي نهاية المطاف وبعد سنوات من الغربة خارج الوطن رجع أهل نفوسة المهاجرون الى ديارهم وقاموا بشراء أشجار الزيتون والتين وغيرها من العقارات. وأغلب أهل نفوسة في العادة لا يبيعون أرضهم عند الهجرة ولكنهم يبيعون حيواناتهم وجرودهم وحلي زوجاتهم، ولكن في فترات المحل والجفاف اضطر الكثير خصوصا في العصر التركي إلى رهن أراضيهم الزراعية وأشجارهم وحيوناتهم إلخ.
ولهذا فالهجرة تعتبر أسلوب سلمي وصامت من أساليب التكيف مع البيئة الجبلية والنظام الاقتصادي الزراعي المعقد الذي يعتمد على المطر، وفي السنوات لماضية أضاف المهتمين بتاريخ ليبيا في العصر الحديث نوع أخر من الهجرة الى الهجرات السابقة وهي هجرة الشباب الليبي الى مالطا وبعض أقطار أروبأ، في تسعينات القرن الماضي – بسب الظروف المعيشية المؤسفة والقاسية التى مرت بها عائلاتهم للحصول على ظروف معيشية أفضل وخاصة خلال فترة الحصار التي مرت بها ليبيا حيث وجدوا هناك فرص عمل كثيرة وكان هؤلاء المهاجرون أساسا أفراد ذوي مستوى ثقافي متدني وغير مؤهلين مهنياً وهم بصفة عامة من الفقراء ذوي المستوى التعليمي الضعيف واشتغلوا بمهن متنوعة للغاية مقابل حصولهم على دخول ضعيفة وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجر فيها الليبين الى مالطا حيث هناك هجرة قبلها سنة 1850 بسبب وباء الكوليرا التي قال فيها هذا المثل السائد في التعابير الشعبية الليبية: (مالطا الحنينة خبزة وسردينة) .
ولم تكن الهجرة إلى الخارج الظاهرة الوحيدة الملموسة بل كانت الهجرة من الأرياف الى المدن أكثر تأثيراً في الحياة الاجتماعية إبان سنوات الجفاف، فقي جبل نفوسة فضلت بعض العائلات الهجرة والغربة في الوطن نفسه وأنتقلت من نفوسة الى ساحل الجبل الأخضر (بنغازي) وغيرها من المدن، بحثاً عن عمل يسدون به رمقهم ولا سيما بعد جفاف استمر ثلاثة سنوات متوالية بدون انقطاع (راوية معيزه سلطان كريوه التي عاصرت هذه الأحداث) وانتشر الفقر والجهل في كنف الحكومات المتوالية عليهم بدون توقف عبر التاريخ، وأدى ذلك الى نزوح عدد كبير من سكان الدواخل الذين يعتمدون على الأرض للحصول على مصدر الرزق الى المدن مثل طرابلس وبنغازى والزاوية ومصراته ودرنة حيث يوجد مطر وفير ونقص في الأيدي العاملة النشيطة وقد تخصصت العائلات المهاجرة في نفس الحرف التي كانت تقوم بها في ديارها، وهناك مارس الرجال أعمال الزراعة وحرف بسيطة مثل النجارة وصناعة الخزف (الطين) والخياطة وتحضير الخبز (خصوصاً في شارع الأكواش بطرابلس القديمة) وتداولوا التجارة على نطاق محدود أما النساء فنسجن العباآت الصوفية وغيرها. وكانت كل أسرة تتدبر إعداد ما يلزمها لأفرادها بنفسها، وكانت لنساء جادو وفساطو ونالوت شهرة فائقة في صناعة اللباس المفضل لدى الليبيين، الذي يرتديه الأغنياء والفقراء والوجهاء والمشايخ.
ومن أهم موجات الهجرة الجماعية التي أثرت في طرابلس القديمة، هي هجرة اليهود الأمازيغ إليها من قرية شروس في القرن السادس عشر، ويشير المؤرخ الليبي المعاصر :على الصادق حُسنين إلى هذه الحادثة في مقالة بعنوان “ألقاب من بعض الحرف التقليدية الليبية “: “وحري بالتنويه أن سروس كانت – في تلك الحقب الغابرة – مقر لطائفة كبيرة برز من بينها لفيف من العلماء ذائعي الصيت كانوا يسمون بالعبرية (غاؤنين) أى الأفذاذ – وكانوا من المتضلعين في علوم الديانة اليهودية. ووصف المؤرخ والجغرافى العربي البكري مدينة سروس بأنها مركز على جانب كبير من الأهمية فمنها تنحدر عائلات يهودية عديدة، على أنه من المهم ملاحظة أن جل صاغة مدينتنا (طرابلس) اليهود آنذاك الذين تقع حوانيتهم اليوم بسوق الصاغة وبطريق الحلقة يحملون لقب “سروسي “– أى أنهم قد يكونوا منحدرين من أولئك القوم اليهود النازحين الى المدن الساحلية في أعقاب أيلولة تلك الحاضرة الى الخراب والدمار نحو أواخر القرن السادس عشر”. انتهى الاقتباس.
وهناك نوع أخر من الهجرة سببه ظلم وجور بعض الحكام والمستعمرين مثل الهجرة التي حدثت في عهد القمع التركي الى مصر وسوريا، وأدت الى نزوح أهل الجبل الى تونس وصحراء فزان في عهد أحمد باشا والتي قال فيها شاعر من بادية الجفارة:
ايهود ما يقبلوا الذل ** اعطوا وجوههم للصحاري
ما بال من يوسم البل ** على جبينها من إيساري
وكانت سمة الإبل في الصدغ الأيسر من علامات حلف شداد المعارض للحكم القرمانللي في طرابلس، وكانت أكثر قبائله من جبل نفوسة (راجع عمر سعيد بغني).
ثم الهجرة التى حدثت في العهد الإيطالي الى مصر وتونس وسوريا وتركيا، وخرج فيها أهل نفوسة مرة أخرى الى زوارة في عام الهجّة (رواية مسموعة للحاجّة سليمة يوسف خربيش سنة 1988 عن هجرة أهل جادو الى زوارة مرتين).
وهناك نوع أخر من الهجرة مختلف عن الهجرات الجماعية سابقة الذكر وهو هجرة بعض الاشخاص والعائلات المثقفة من أجل استقلال الوطن وحرية التعبير وحق الإختلاف ، وقد انتشرت هذه الهجرة إلى جميع أصقاع العالم، فمن صحارى استراليا إلى ثلوج كندا، ليس ثمة بلد يخلو من ليبيين مهاجرين. ولكأن الهجرةُ مصيرُ لجُوجُ.
وظل المهاجرين هناك سنوات يحملون وأسرهم، الحنين للعودة الى الوطن الأم، وهكذا سبب توالي الهجرات عدم الاستقرار الذي له تأثير سلبي على تقدم البلاد ومن خلال دراستنا لكتب التاريخ نجد أن جلّ النخبة المثقفة في ليبيا قد شربت من كأس الغربة وعاشت في المنافي خارج الوطن سنوات طويلة إبّان عصور مختلفة فإلى متى ستظل الطيور الليبية مهاجرة، موعودة بعودة مؤجَّلة؟ ومتى يحين موسم العودة إلى الجنوبِ؟
سير لبعض الطيور المهاجرة في التاريخ الليبي :
هجرة غومة :
رفض نوري باشا الإذن لغومة المحمودى الفارس الليبى بالعودة الى الوطن الذي ولد فيه وبعد أن تلقى غومة بن خليفة رذّ مصطفى نوري باشا المتضمن رفض الإذن له بالعودة الى الوطن قرر أن يقطع سراً حدود ولاية طرابلس وفي يوليو من سنة 1855 وصل الى نالوت وعلى طول طريق مسيره كان أهالي طرابلس الغرب يحيونه تحية البطل محرر الجبال ومنحته الحماسة التي قوبل بها ثقة في قراره بإعلان ثورة شاملة في البلاد وسرعان ما استجاب لندائه أهالي جادو ويفرن ولزنتان وزحف إليه مؤيدوه من كل صوب وقرعت الطبول في القرى داعية إلى الثورة وما هو إلا قليل حتى تصاعدت ألسنة النيران على ذرى الجبال دليلاً على بدء الثورة فقد كان جبل نفوسة يقف وقفة واحدة ضد الطغيان التركي وقد دامت ثورة غومة بين اشتداد وفتور نحو 25 سنة وفي نهاية المطاف كان مصيره القتل من قبل الأتراك في وادى أوال سنة 1858 م ثم حُمل رأسه إلى طرابلس وأرادت السلطات التركية أن تعرضه على الناس غير أنها عادت فتراجعت عن ذلك التصرف الوحشي بسبب احتجاجات القنصل الفرنسي. (ن . إ . بروشين/ شارل فيرو).
سليمان الباروني :
رحل سليمان الباروني الى مصر للدراسة بالأزهر سنة 1310 ه (1890 م) ، ثم الى الجزائر حيث تبحر فيها في العلوم الأباضية لمدة ثلاث سنوات على يد شيخ المذهب الأباضي محمد بن يوسف الميزابي . وقد سافر وأقام في عديد من البلدان منها مصر والجزائر وتونس والعراق ومسقط وعمان وتركيا وفرنسا والهند ويعتبر الباروني من أبرزرجالات الرعيل الأول من المجاهدين ضد الغزو الايطالي ، حيث قاتلهم في سواني بنيادم وغيرها حتى سنة 1912 وبعد توقيع معاهدة (لوزان) أعلن الجهاد منسحباً الى يفرن بجبل نفوسة المنيع ثم انتخب سنة 1918 عضوا بارزاً في أول جمهورية عرفها العالم الحديث وهي (الجمهورية الطرابلسية) ، وقاتل الإيطاليين حتى سنة 1922 . وضع كتابا في ثلاثة أجزاء عنوانه (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الأباضية) وقد أحرقت السلطات العثمانية جزءه الأول ، ولم يظهر منه إلا جزءه الثاني فقط وقد أرخ في هذا الكتاب للمذهب الأباضي ونشر جزؤه المذكور في القاهرة وقد أصدر للباروني في أول ابريل من سنة 1908 جريدة (الأسد الإسلامي) في القاهرة التي كانت تصدر في 4 صفحات ويعتبر الباروني شاعراً وله ديوان شعر وعندما بلغ السبعين أو أكثر من عمره وتوفي رحمه الله في في بومباي بالهند في أول مايو سنة 1940 والمعروف عنه أنه أقسم ألايحلق شعر رأسه حتى يتحرر وطنه فظل ملتزما بقسمه وشعره مسدل على كتفيه حتى وفاته وقد كرمته ليبيا فاستقدمت رفاته الطاهر في بداية سنة 1973 من الهند بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على وفاته فدفن في احتفال مهيب في أرض الوطن الذي نذر حياته له (عبدالكريم الوافي) .
الطّاهِر أحمَد الزّاوي :
الطاهر بن أحمد الزاوي ولد سنة 1890 في الحرشة، إحدى قرى مدينة الزاوية بطرابلس الغرب حفظ القرآن ببلدة الحرشة
بجامع سيدي علي بن عبد الحميد العوسجي على أستاذه الفقيه محمد الصالح وأخذ بعضا من العلوم في زاوية الابشات على أستاذه الشيخ الطاهر ابن الشيخ محمد بن عبد الرزاق البشتي والشيخ عبد الرحمن بن عبد الحميد البشتي .
والتحق بالأزهر الشريف لإتمام دراسته سنة 1912 رجع الى طرابلس سنة 1919 وبقي مع المجاهدين الى أواخر سنة 1923 وفي هذه السنة تغلب الطليان على الطرابلسيين فهاجر الى مصر في يناير سنة 1924 والتحق بالأزهر مرة ثانية في يونيه سنة 1924 وأخذ الشهادة العالية سنة 1938 ، وتجنس بالجنسية المصرية في إبريل سنة 1940 ووظف بوزارة الأوقاف في منتصف مايو من هذه السنة .
محمد بن مسعود فشيكه :
ولد الاستاذ المرحوم محمد مسعود فشيكة بمدينة مصراته في قرية الشواهدة حوالي سنة 1903 م ودرس القرآن الكريم على يد الشيخ مصطفى التريكي وعند احتلال الايطالين لليبيا ذهب في بعثة دراسية الى تركيا وفي سنة 1915 م انتقل الى دمشق لمتابعة تحصيله العلمي وفي سنة 1924 م عين مديراً لمصلحة التليفونات في قضاء دوما بسوريا وفي سنة 1923 م عين مدرساً بمدرسة دمشق الحرة وفي سنة 1930 م وتخرج من دار العلوم العليا سنة 1935 ويعتبر اول ليبي نال اجازة التدريس من دار العلوم وبعد تخرجه زاول التدريس بمدارس القاهرة وفي سنة 1936 م عاد الى ارض الوطن ليبيا بعد ان تغيب عنها اربعاً وعشرين سنة. (مجلة الشط)
علي مصطفى المصراتي :
قال أحمد زارم في كتابه مُذكّرات …
بدأت هيئة تحرير ليبيا في اتصالاتها بمجرد وصولها دون تأجيل بعد أيام قليلة لا أتذكر عدتها وصل الى طرابلس قادماً إليها
من القاهرة شاب صغير السن نحيل الجسم سريع الحركة كثير “النكتة “على رأسه عمامة بيضاء أزهرية جاء ملتحقاً بهيئة التحرير ويبدو لي كأنه على صلة سابقة بها ومعرفة بعناصرها إذ إنه بمجرد وصوله اندمج فيها كأنه منها واحتل مكانه بين أفرادها ثم أصبح أقربهم مكانة من الزعيم وصار خطيبها المصقع بلا منازع فما من مدينة ولا قرية ولا بادية زارتها هيئة التحرير إلا ووقف هذا الشاب بين جماهيرها وانطلق صوته مجلجلاً في أرجائها تردده منخفضات الأودية وقمم الجبال مختلطاً بهتافات الجماهير “لبيك وطني لبيك “هذه هي افتتاحية كل خطاب ألقاه ولقد وهب الله هذا الشاب من العلم مستوى رفيعاً ومعيناً من التعبير لا ينضب وقريحة من الدفع لا تتعثر ولساناً في الخطابة لا يكل ولا يمل ولا يتلعثم وبديهة حاضرة تسابق اللسان حتّى صار بين الجماهير يشار إليه بالبنان وهذا الشاب الوافد من مصر آنئذ هوالذي عرف فيما بعد “الأستاذ على مصطفى المصراتي “صاحب “جريدة الشعب “والمؤلف والباحث النشط . وقد كانت لجريدته مواقف وطنية مشكورة وقد عرف صاحبها السجون مراراً وتكراراً حتّى أصبح من مدمنيها دون أن يتراجع “انتهى الاقتباس .
الهجرة في الأدب الليبي :
هذه بعض القصائد لشعراء ليبيين لهم تجارب في الغربة مرؤ بها أثناء الحكومات المتوالية على ليبيا آبان عصور مختلفة وقد قمت بجمعها من مصادر متعددة ولكن نتييجة لكترثها انتقيت منها مجموعة من الأبيات تعبر عن نفس المواقف التي حدث مند زمن بعيد وتكررت مرة أخرى لعل يجد فيها اخواننا في الغربة بعض الثعابير التي تنفس عن القلب بتشابه المواقف التي مرت عليهم وأرجوا أن لا تكون مملة على قاري المقالة نتيجة سردها متتابعة على التوالي.
هذه الأبيات قالتها فاطمة عثمان الهوني يوم 15 / نوفمبر / 1928 م عندما قام الطليان بإعدام تسعة عشر رجلاً من خيرة أهل هون كردةِ فعلٍ على المشاركة الفاعِلة للأهالي في معركة “قارة عافية ”
خرابين يا وطن ما فيك والي وذيلك جوالي والبعض في المشنقة والقتال
خرابين يا وطن ما فيك هل وركبك الذل اللي ما جلي في المشانق حصلْ
عدُّوا ولا زول منهُم وصلْ وباتوا مدالي مثيل العراجين في راس عالي
هناك بيت شهير عن محبة الوطن وأهله يقول :
بلادي وإن جارت علي عزيزة ** ولو أن من فيها عدو ظالم
وداري وإن ضاقت علي فسيحة ** وناسي وإن جاروا علي أكارم
وعبدة جيراني لعيني مليحة ** وأظلم أعدائي أراه مسالم
شعر لغومة قاله عند رجوعه من المنفى :
بان القلاع وبانت الطاحونه
زعم ناسنا بعد الغياب نسونا ؟
جزناه خط بخط زي النيله
وفتناه برالعز ومراحيله
جزناه ماله جره
والكاف يتباعد والبحر يتعرا
غابوا الدباير كامله في مره
والصقر ديمه تحصله الحبيله
وقال شاعر في الغربة :
ما يوجعك هم الزمان وكده لو تقعدي ستين حول ومده
ما يوجعك تخميمك ولا يشغلك غزلك ولا تصريمك
ولو تصدقي مع الله في تسليمك ساهل عليه اليسر بعد الشدة
ما توجعكش الكربه ولا تنفعك عند الممات الهربه
اجلك ومكتوبك وملح الغربه حسابهم بطال ما يتعدى
وقال سليمان الباروني في غربته هذه القصيدة :
ليتها الغربة تقضى بعجل ويصير العام شهراً أو أقل
ونرى الشهر كيوم ينقضى والليالى تنطوى طى السجل
هين ذاك وإن كان كما قيل من أعمارنا ذاك العجل
ساعة تعدل شهراً عندنا فمتى ياهل ترى نيل الأمل
فأبو النصر أتى بالحق إذ قال لما حل (لالوت) الجبل
وهذه أبيات أخرى للشاعر سليمان البارونى قالها في غربته عندما تذكر الأيام التي قضها في جبال نفوسة بطرابلس الغرب عند قدوم الربيع في جبل بنداو.
تدفق ماء معدنى من الصخر يذكرنى مما تخلد في الفكر
زمانا قضينا في جبال نفوسة بربوة (بنداو) المجاور للقصر
فحنت إلى الأوطان نفس غريبة نأت فرأت أنسا بإخوانها الغر
وقال شاعر أخر في مديح الهجرة:
ونفسُك فُزْ بها إن نابَ ضيمٌ ** وخلِّ الأرضَ تَنْعى من بناها
فإنك واجدٌ أرضاً بأرضٍ ** ونفسك لن تجد نفساً سواها
مشيناها خطىً كتبت علينا ** ومن كُتبت عليه خُطىً مشاها
ومن كانت مَنيِّته بأرضِ ** فَلن يموتَ في أرضِ سِواها
وهذه أبيات أخرى للشاعر أحمد بن حسين بن الشيخ أحمد البهلول قالها في وصف طرابلس الغرب عند شوقه لها في أيام هجرته عنها بالجامع الازهر .
طرابلس الغرا ! ترى لي عودة
اليك ، وهل يدنو الذي كان قد ذهب
سقا الجانب الشرقي منك سحابة
ولا زال فيك من رياح الصبا يهب
بلاد لها بالخلد آية شبهة
فمنها نبات الزعفران كذا العنب
وهذا شاعر آخر مكث جندياً مغترباً فترة ليست بالقصيرة أشتاق خلالها الى ديار أهله ومرتع صباه وأشتاق الى الزي الوطني التقليدي الأصيل ويصف ذلك في قصيدة يقول فيها:
زعمك نديرو جرد بجداده ونروحوا للوطن كيف العاده
زعمك نديروا حولى حولي جريدي جرد بومسلولي
ونرقد على فراش الهنا على طولي وندير راسى فوق من لوساده
وكانك أدور في اللبوس الخيرا أزرق ونالوتى وملف جدادا
زعمك نديروا شوكه وندهورو فروس العلاوى ذوكا
ونارو ليالى مهنية مبروكة مع من الخاطر يشتهي ميعادا
وقال شاعر أخر مجهول عن الغربه :
طولت يا سيدى وطال غيابى
وطول المخاطر فيه ما نك غابى
طال المخطر
وطول المخاطر شين وين يكثر
في وين ما بلادى عليه تخطر
انحس نار في قلبى تزيد الهابى
ايجى دمع عينى تقول سيل محدر
وان كفيتها تذرف كما الميزابى
طولت يا سيدى وطال فراقى
وهاذين سبع سنين وانا شاقى
المرواح كيف نبيه مانى لا قى
وكيف ما مشيت انعود موش صوابى
وهذه قصيدة آخرى لشاعر شعبي يقول فيها :
تركناه وطن العز روحنا منه
بلا مال لا هو فرض لا هو سنة
تركناه وطن العز نمشو منه بلا مال
لا هو فرض لا هو سنة
ترك البين
احنا وطنا ما هو علينا هين
وان لا هموك الدين ما تدين
راهو عقاب الدين يبقى غنه
ترك الباين
احنا وطنا ما هو علينا هاين
وان لهموك الدين ما تداين
والدين شاماتى عقابه غنه
وعلت محاريث الجمال دفاين
والقل وكسه للرجال انظنه
تركناه للهمازة
تركناه وطن المرمده والعازه
لين تقطعوا رقراق دار نغازه
بقرب لا هم شلبطة لا شنه
تركناه للفلاحة
تركناه للى طالبين الراحة
قولو لبو سالف كما الدرجاحة
بلا مال حتى اريادنه عافنه
ترك اخلوتك
قعادك مع اللى مكرهين يعوقك
حديثك اليا ما حصله صندوقك
عليه لا تلوم الناس بعد تشنه
تركناه ترك الفكرة
نمشى الضحى والقايلة والبكرة
وكم طير جلاه الجدب من وكره
اما الحى حدات الزمان يجنه
تركناه للحتحاته
تركناه للى ما يعرفو معناته
وصغر الكلام يورث اكباراته
وكثر الكلام يوحلك في غنه
تركناه ترك سياسة
ولا هو جفاء في وطنا ولا ناسه
خايفين من هول الزمان وباسه
ولايام في دولاتهم داسنه
وقال آخر عن فرقة الأهل والأحباب وفقد الشباب وظهور الشيب هذه الأبيات :
(شيآن لو بكت الدماء عليهما) واحمرا لون الشيب في أهدابي
وابيضتا حزناً على إلفيهما (عيناي حتى يؤذنا بذهاب)
(ولم يبلغ المعشار من حقيهما) بعد الحبيب وفقد عزّ شبابي
وأمر ما قاسيت في عمري أسى (فقد الشباب وفرقة الأحباب)
وهناك أبيات أخرى تقول في الحنين وذكر الشيب الأتي :
إني أحنّ إليكم ما حنّ مشتاق بعيد
حبّ الديار أضرَ بي لولا التداوي بالنشيد
وبغير سكين ذُبِحْ تُ لأجلها فأنا الشهيد
ما عشت عنها نائياً عن عهدها لا لن أحيد
إن عيروني بالشر يس د أقول بل هل من مزيد
قد لا أبوح بذكرها لو يقطعوا حبل الوريد
الله أكبر ما أمر الهي ش في زمن الصدود
شيب وبعد قاهر وقساوة الدهر العنيد
تركوك يا حّر العقيدة في عنّا مثل العبيد
فاصبر بغير تضجُرٍ والله يفعل ما يريد
وهذه أبيات أخرى تعبر عن مرارة الغربة والبعد عن الوطن والأهل والديار وفيها ذكرالشيب وعواقبه ذلك الضيف الثقيل الذي يسلم الأنسان الى العجز ووهن الشيخوخة :
يا خجلاً يا أسفاَ يا ضيعة العمر الأغر
آهاً فلا حول ولا ولا شباب ينتظر
قلبي من التجوال في تضجُرٍ وفي كدر
ضاع الشباب هدراً زمانه كالحلم مرّ
والشيب بئس قادم وحلوه كالصاب مرّ
آها على شبيبتي أماتها حكم القدر
أين أويقات الصبا آلت الى ضعف الكبر.
وهذا ما قاله سالم بن عبد النبى الزنتانى في هجرته التي كان فيها وحيداً :
بعد خمسة عشرة يوماً من السير المتواصل ليلاً والاختباء نهاراً في المناطق التى يخشى أن يكون للاعداء بها من ينقل أخبارهم وصل المجاهد سالم بن عبدالنبى الزنتانى الى الحدود التونسية وعقب مغادرته البلاد قامت السلطات الايطالية بمصادرة جميع ممتلكاته من مزارع ونخيل وارض وابار في فزان والزنتان ولم تكتفى السلطات الايطالية بذلك بل أنها جعلت شقيق المجاهد وابنه رهن المراقبة وأعمال العسف لمدة عشر سنوات متواصلة وبقى سالم بن عبدالنبى مهاجراً في تونس لمدة اربعة عشر عاماً ويذكر رفاقه أنه تار بعد سفره وأنشد يقول :
اسقدت كان بطولى خبر قص لا نا قلت لا قالولى
ولا خوت لا هو سلاح في مرحولى ولا بندقة ونقول زود هانى
أنا والرفق كان العصا والحولى وظهر الغديد ورحمة الرحمانى
كيف ندرعه نلقى اللباس تمونى وكيف نقلبه التدبير ماواتانى
ومالاه بر طرابلس ورجاله اليوم وقت فى هم الزمان يعانى
عليه البحر لوح عقاب حتالة على كل نص مخالفه الديانى
هذه القصيدة للشاعر الشعبى عبد المطلب الجماعي :
وحتى الصقر ركّاز العلاوى
ان جاه الضيم من وكره جلا
ونا هو الطير لربد بوجلاوى
عندى البعد والدانى سوا
نرقد على الحيط عريان
ونضحك مع اللى جفانى
ونمشى على الشوك حفيان
نين ينعدل لى زمانى
مازلت نخرز بمشفاى
على ركبتى نين عابت
ومازلت نمسح بيمناى
على لحيتى نين شابت
وهذه بعض الأمثال التي يتداولها الليبين فيما بينهم باللسان الدارج بخصوص الغربة وحب الوطن والأرض :
01- ينقص رأسي .. على مسقط رأسي.
02- صيور الغريب بلاده.
03- وطنك عباتك.
04- بلاد بوي وبلاد جدي.
05- التراب يحميه أهله.
06- الذله ولا خلى الديار.
07- حب الوطن من الايمان.
08- واخذ على سوق الرحيل مغرب : أى متهيئ لسفر لا يهمه شئ فهو رحالة جوالة .. سيان عنده.
09- على بطنه باع وطنه.
10- يلعن من يترك قبيلته ولو كان يلبس من طواقي يهودها.
11- الطير يقول وكري وكري ولو على عود بالي.
12- اللي يغيب يجيب.
13- اللي يتغرب يجرب.
14- ايقولوا شن جاب مش قداش غاب.
15- بعيد على العين هين على الخاطر.
16- تمشي الرجل وين يحب الخاطر.
17- البعد بعد القلب.
18- المتحولة مذبالة .. ولو عروقها في بئر. ومعناها أن الذى ينتقل من بلد الى آخر مثل الشجرة التى تنقل من مكان إلى آخر يعتريها الذبول ما لم نتعهدها بالرعاية إلى أن تتجدد عوامل الحياة فيها.
خاتمة :
أما آن للطير المهاجر أن يعود ؟
“عصافير ملونه لها ملايين الأجنحة تطير هنا وهناك وكلما قابلها موسم الرحيل تجدها دائماً في المقدمة انها ترفض الأقفاص و تواصل رحيلها في كل الأوقات تتحدى البرد والصقيع وتواجه الموت وبالرغم من ذلك هناك عصافير ظلت قوية تحمل ألف جناح ومليون لون تسبح في سماء الخالق مغردة للحرية والنصر والحياة….”(محمد الزوي – في وصف الشاعر الليبي المعاصر الراحل الجيلاني طريبشان).
إن الكثير من أبناء ليبيا منتشرون هنا وهناك مكونين مجموعات وجاليات كبيرة تشتغل في عدة أعمال أضطرتهم الظروف للهجرة والعمل بعيداً عن أسرهم وأهاليهم يتحملون متاعب الهجرة والصبر على الغربة والمشاق من جراء العمل لإعالة الأسرة وتوفير أسباب العيش الكريم لإفرادها. ولكن في السنوات الماضية بلغت حركة هجرة الليبيين الى الخارج ذروتها وخصوصاً من الجيل الجديد والشباب المتعلمين حيث نلاحظ أنهم هم أكثر الفئات ميلاً للهجرة والتنقل من باقى فئات المجتمع وهذا من الطبيعي يؤدي الي قلة نسبة الشباب التي تعمل على اختلال توازن السكان في المجتمع والواقع أن هؤلاء المهاجرون يضمون عدداً كبيراً من الأخصائيين والخبراء ذوي المستوى العالي الذي ليبيا في الوقت الحاضر في أشد الحاجة اليه، ويعتبر رحيلهم ذا المغزى السياسي إفقار للوطن (فاليباب الثقافي المريع الذي نعانيه اليوم في لييبا، سببه الأساسي هو نزوح الألباب ، حتى لا يتبقى إلا “سقط القوفل “حيث يقول المثل الشعبي في بادية المشرق الليبي “خلوة النجع من سعد الجدع العطيب “، وهذا كله قد أدّى إلى استيراد جميع الخبرات بما فيها المثقفين من الخارج!!! لدرجة أن التاريخ والتراث الليبي كتب وترجم فيه كتاب من مصر وسورية وفلسطين.
وبالرغم من أن لا توجد أرقام يمكن الاستناد عليها لمعرفة عدد المهاجرين الليبيين خارج الوطن ، لكن موضوع الهجرة أخذ شكلاً لا يمكن تجاهله فما هي الدوافع يا ترى وراء هذه الظاهرة التي أخدت في الزيادة وخاصة في المدة الأخيرة ؟ وفي نفس الوقت الذي تزداد فيه هجرة الليبيين للخارج هناك هجرة معاكسة للداخل فمن يجوب شوارع مدينة طرابلس يلاحظ تزايد نسبة سكان الريف الذين طابت لهم المعيشة في العاصمة “واللي ضاق خبز المدينة …..ما عاد يوالف ابّأدي “. وبالرغم من أن الهجرة الداخلية الى المدن تبدو أقل مأساوية في ليبيا مقارنة بالهجرة الى الخارج إلا أنها تظل عاملاً هاماً في ازدياد عدد السكان في مدينة طرابلس التي تشهد ازدحاماً غير عادي وخاصة بعد دخول موجة الزنوج الأفارقة الذين تكتظ بهم شوارع مدينة طرابلس بالإضافة الى الإخوة العرب الذين أخذوا في تزايد مستمر، لدرجة أن الليبي عند مروره في بعض الشوارع مثل ساحة ذات العماد وشارع جامع بورقيبة وشارع الرشيد يشعرأنه في التشاد أو النيجر أوالسودان، وليس في ليبيا، والذي يزيد في تأكيد ذلك هو اللغة المتداولة في هذه الشوارع التى تشعرك بأنك أنت الغريب وهم أبناء البلد، وبغض النظر عن الثغرات والعثرات إلا أن السياسة المتبعة أحدثت تحولاً اجتماعياً واقتصادياً ساهم في تغيير مظهر المدينة ذات التصميم الايطالى التي كان لابد من زيادة اتساعها حتى يمكنها استيعاب هذه الجنسيات المختلفة، ولا ننسى المدينة القديمة التي يعيش فيها خليط من مختلف الأجناس ومجموعات من السكان الأكثر بساطة بعد أن هجرها أهلها ووصلت الى حد التشبع في استقبال السكان الأكثر فقراً وبخاصة المهاجرين الجدد الباحثين عن مأوى من الاخوة المغاربة والسوادين والافارقة، بالرغم من احتواء المدينة على بيوت وأماكن ذات قيمة تاريخية وسياحية في نفس الوقت وهى في حاجة الى الصيانة والمحافظة عليها .
أن كل الليبين الذين يعيشون في ديار الغربة يحلمون بيوم العودة للوطن بكل ما تعنيه العودة من لهفة ومحبة ويفكرون بالرجوع الى بلادهم ولو ليوم واحد فقط مهما كانت ظروفهم ورغم سهولة الحياة في الخارج وتوفر كل سبل العيش والخدمات وحرية التعبير ولكن أحساس المهاجر بالغربة كل يوم يزيد بسبب أنقطاع أتصاله بأخبار الأهل والوطن وشعوره بأن هناك فرق بينه وبين ابن البلد لآنه السلطات دائماً تفضل ابن البلد على غيره لهذا نجد بعض المهاجرين يعيشون في مستوى رغد من المعيشة ولكنهم مستعدون للتضحية بهذه العيشة الهانئة من أجل حب الوطن والحنين الى الأهل والديار والدافع للعودة بدون شك رغبتهم الأكيدة في الوطن ولرؤية مسقط راسهم وديارهم التي ولدوا فيها أو لرؤية بلاد أباء وأجداد من لم يولدوا فيها، ولكنهم سمعوا عنها الكثير من أبائهم وأمهاتهم فما ذنب هؤلاء الابرياء الذين ولدوا في الغربة وعاشوا فيها ولم يرتكبوا أي ذنب أو خطاء في حرمانهم من زيارتهم الى بلدانهم والتعرف على أهلهم الذين أغلبهم أخذتهم المنية وهم متشوقون لرؤية أحفادهم الذين لم تسمح لهم الظروف برويتهم إلا عن طريق المكالمات الهاتفية والصور الفوتوفرافية والرسائل البريدية، ومن عادات الناس الذين يعيشون في الغربة إرسال رسائل متبادلة إلى ذويهم تعبر عن الحنين للوطن والأقارب والأصدقاء وعادة ما تصف رسائلهم كل ما يعانون منه نفسياً وماديا وهم بعيدين عن وطنهم ويعبرون عن هذه المواقف بكلمات لها إيقاع حزين في القلب بعضها يموت ويعيش بعضها الآخر ومع مرور الزمن تصبح هذه الكلمات خالدة وتذكرها الأجيال من بعدهم ومن هذه الأبيات ما قاله”شاعر الوطن “أحمد رفيق المهدوى لحظة صعوده الى السفينة التى توجهت به من بنغازى الى تركيا ذات يوم من أيام عام 1936 م مستهلاً إياها بوداع وطنه نادماً على فراقه مرجيّاً أن يقضى فيه كل سنىّ أو أيام عمره .
تبقّى على خير ياوطنّا بالسلامة
ورانا ندامى
يا عون من فيك كمّلهنْ أيّامه
ومن مشهور أزجال أحمد رفيق المهدوى هذا البيت الذي يرمز به الى ليبيا التى صورها حبيبة جميلة كانت تبادله خُبَاً بحب فلما اشاحت بوجهها عنه وانصرفت الى غيره (والمقصود بالغير العدو الايطالى) ، تركها كما تركته وسقاها من كأس الهجر نفسه الذى منه سقته .
رحيلى عنك عزّ علىّ جدا وداعاً أيها الوطن المُفدّى
فلا والله ما هاجرت حتى جهدت ولم أجد من ذاك بُدّا
ويا وطنى وداعاً عن محب تحيرَ رأيه أخذاً ورداً
فنحن نعرف أن الوسيلة الوحيدة للاتصال بالوطن ومعرفة أخباره هي وسائل الاعلام أما الأخبار الخاصة والعائلية فعن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل البريدية وشبكات الانترنت وتتعرض كل هذه الوسائل للمراقبة الشديدة من قبل الدولة وهذا غالباً ما يؤدي الى تعرض بعض أفراد العائلة الى المسائلة من قبل الجهات المختصة، وهذا يؤدي الى قطع الاتصالات بين المهاجرين وذويهم وبذلك تزداد غربتهم وتتضاعف الاشواق عندهم لمعرفة أى شىء عن الأهل والوطن وبمناسبة الحديث عن الاتصال بين الأهل وذويهم تقول شخصية ليبية عاشت في الغربة ان رسالتها عن طريق الهلال الاحمر دارت حول العالم ثم جاء الرد في كلمتين اثنتين (اسرتك بخير) وظلت هذه هى المعلومة الوحيدة التى وصلته من طرابلس عن اسرته طوال ست سنوات كاملة وفي كل يوم يتزايد الحنين للوطن والرغبة في العودة وبالرغم من اللقاءات والسهرات التي تتم بين أفراد واسر الجاليات الليبية في أيام العطلات والمناسبات وتبادلهم الأحاديث باللهجة المحلية وكأنهم جميعا اسرة واحدة متحدة يتناولون مشاكلهم وافراحهم ومحاولتهم لتوفير جو ليبى عن طريق حفلات الاعراس والختان والاحتفالات الدينية والاعياد والموالد التي تجرى صورة طبق الأصل لما يحدت في الوطن ولبس الزى الليبي في المناسبات والحديث باللهجة المحلية ورغم ذلك كله فإن الحنين للوطن الام لم يضعف أو تخبو لواعجه وكان الحديث لا يخلو من ذكر الوطن وذكر الأيام الحلوة والمرة في رحابه ومن خلال هذه اللقاءات يطغى الحنين الى الوطن على البعض فيعودون الى ادراجهم وبعيونهم الدمع وأن عاماً واحداً من العيش بعيد عن الوطن يجعل الانسان يلح في طلب العودة فماذا يقول الذي أنهى شبابه في الغربة؟ ورغم قلة الاخبار عن الوطن فإن أي خبر مهما كان بسيط يعتبر كافي لربطهم بذلك الوطن البعيد الغالى وكلما يأتي شخص من الوطن (البلاد وهو المصطلح الذي يطلقه المهاجرين عن الوطن) لغرض الزيارة أوالعلاج أوللنفي فإن قدومه يحمل أمل وصول أخبار جديدة من الوطن للمهاجرين ومع مقدم كل اسرة جديدة يسرع إليها الجميع لمعرفة أخبار الوطن وتستضيف من قبل الأسر القديمة وتقدم لها النصائح التى تساعدها لبدء حياتها الجديدة وتقدم لها المساعدة إذا كانت في حاجة إليها وفي نهاية المقالة أحب أن أشير الى أن هذه المشكلة لا يعاني منها فقط الذين يعيشون في الخارج ولكن حتى الذين يعيشون في الداخل ولهم أهل وأبناء يعيشون في الغربة يمرون بنفس الظروف حيث تنهمر عيونهم بالدمع كلما تذكروا أهلهم وخاصة في الأعياد والمناسبات الأجتماعية عندما يلتم الشمل ويكون العدد كبير يشتاق الى الغائب أكثر من كل الأوقات ويشعر الجميع أنه ترك مكنه بين أهلة ولهذا السبب يقمن بعض النساء مناحة يتخللها عديد الغائب كلما مرت عليهن مناسبة . وكم نحن في ليبيا متشوقون لمعرفة أخبار جاليتنا في الخارج لنعيش لحظات معهم رغم المسافات التي تفصل بيننا لعل بهذه الأخبار نكفف الدمع من عيون النساء ونقرب المسافة بين المهاجرين وذويهم ونستفيد من تجارب كفاحهم في العمل والحياة وبرغم كل الظروف التي منعتنا من التواصل لكننا نعلم أن لمهاجرين تجارب في الحياة حتى اتبثوا وجودهم فقد اندفعوا يشاركون في كل مجال وادخلوا الى أكثر من ميدان ليثبتوا تفوقهم وقدرتهم على استعدادهم للتكيف مع البئية الجديدة التي يعيشون بها وكسبوا أحسن النتائج في اكثر من ميدان كما لا يحق لنا أن ننسى الدور الذى لعبه الليبيون الذين نزحوا الى خارج ليبيا وبأعداد هائله على أختلاف العصور وإن رجوع المهاجرين الليبيين الى وطنهم يعتبر مكسب للوطن في الوقت الحاضر وليس فيه أي خطورة وخاضة بعد انفتاح ليبيا عن العالم لهذا يجب أن ينظر في مشكلتهم بعين الاعتبار، فإلى متى سيظل هؤلاء المهاجرون يعيشون في المنافي؟ – وخاصة بعد أن حُلت كل مشاكل ليبيا مع المجتمع الدولي: (فبعد أن أزيلت حدود الوطن منذ عشرين عاماً أمام أفواج المهاجرين من البلاد المجاورة، لقد فتحت البلاد أخيراً مصراعيها أمام الأوروبيين والأمريكان (الأعداء القدامى) سياحاً ورجال أعمال، وتم السماح قبل أيام قليلة للإيطاليين من مواليد ليبيا بالزيارة والإقامة وكذلك اليهود الليبيون تم الترحيب بعودتهم واسترجاع املاكهم)، وضلت علامة الاستفهام الوحيدة أمام الليبيين في المهجر، فمتى يتم الإعداد لعودتهم بعد هذا التغير الجديد ؟ نأمل النظر في المستقبل القريب في مشكلتهم التي سببت مشاكل لإسرهم داخل الوطن وخاصة في المناسبات عندما يتذكرونهم والإعداد لعودتهم لأنهم في النهاية يعتبرون من أبناء ليبيا العزيزة ولهم حق العودة والعيش الكريم في وطنهم ولنا أمل في المسؤولين لحل هذه المشكلة حلاً دائماً ومساعدة هذه الأسر في الرجوع حتى يمكن أن يستقروا ويضمنوا طريقة مشرفة للعيش في وطنهم الكريم . وعند مقارنة ليبيا بالدول المجاورة نجد وأن عودة أعداد كبيرة من المهاجرين، تهدد بخلق مشاكل خطيرة المتمثلة في توفير فرص للعمل والسكن، ولكن نحمد الله عند مقارنة عدد الليبين بعدد سكان العواصم الكبرى مثل القاهرة التي أحدتث فيها عودة المهاجرين مشاكل خطيرة عند أزمة الخليج عام 1991 م ، فإننا نجد أن ليبيا تمثل حالة عكسية ، فهي تشكو من نقص في السكان وفقر في الخبرات البشرية ، وظائف شاغرة، وخواء في المناخ الثقافي
لقد وصف المثل الليبي المهاجر كالطير: “الطير يقول وكري وكري ولو على عود بالي “، أي أن الطير يلهج بحب الوطن ولو كان مجدباً قاحلاً …
وأن كل الذين صبروا وكتب الله لهم العمر الطويل من الذين كانوا في ديار المهجرة لإ اسباب سياسية أثناء الحكومات المتوالية على ليبيا قد عادوا الى أوطانهم بعد تغير تلك الحكومات وزوالها وتلك الايام التي عاشوها في المهجر لم تترك في النفوس سوى الذكريات الأليمة والكراهية الدامغة في العقول وبعد رجوعهم الى أوطانهم تحسنت أحوالهم وتطورت حياتهم وبتوالي السنين أطفىء اللهب ولكن الجذوة ظلت حية وطوية تلك الصفحات من حياة العائدين من الهجرة ولم تبقى إلا في الذاكرة ولكن كتب التاريخ رفضت التجاوز والنسيان ولم تسمح بطي الصفحات وجعلت التاريخ شاهداً على تلك الأفعال وكم هي تافهة الحياة عندما تتحكم فيها وتقودها أشياء صغيرة لا قيمة لها تنزع بهجتها وجمالها وإشراقتها.
الصبر يا خالق الصبر والصبر للحر زينَا
وكمّن عبد مَمْلوك وتالي ملكْ مالكينا
=====================================
هامش:
أثناء ثورة أهل قريش بقيادة عبد الله ابن الزبير على حكم الأمويين، وبعد أن تولى قمعها (الحجَّاج بن يوسف الثقفي) ودك الكعبة بالمنجنيق، وأعمل في أهلها قتلا وصلبا.
بعد تلك المعركة الحاسمة، نظرت عجوزٌ (أسماء بنت أبي بكر) إلى ابنها المصلوب لليوم الثالث (عبد الله ابن الزبير)، وقد غاض دمع عينيها، وحين مر بها أبوالحجّاج، تنهدت قائلة بصوت مسموع: “أما آن لهذا الفارس أن يترجّل؟ “، فأسرع أبوالحجاج برفع جثمان الفارس المصلوب من على الصليب ، ثم سلمه إلى الأم الثكلى”.
ونحن الآن نقول: “أما آن لليبيين المصلوبين على أعواد الغربة أن يترجلوا ….؟
وآن للطيور المهاجرة أن تعود؟
سعاد أحمد بوبرنوسة / يوسف أحمد الختالي
طربلس – ليبيا / نوفمبر 2004
المصادر:
* علي فهمي خشيم
نصوص ليبية
منشورات : دار مكتبة الفكر .
* ن . إ . بروشين
ترجمة وتقديم : عماد حاتم
تاريخ ليبيا في العصر الحديث منتصف القرن السادس عشر – مطلع القرن العشرين
منشورات : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية / 1991 م
صفحة 286
ن . إ . بروشين
ترجمة وتقديم : د . عماد حاتم
تاريخ ليبيا في العصر الحديث منتصف القرن السادس عشر – مطلع القرن العشرين
صفحة 288
منشورات : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية / 1991 م
* الطاهر أحمد الزاوي
تاريخ الفتح العربي في ليبيا
منشورات : دارف المحدودة / لندن – 1985 / الطبعة الثالثة .
* شارل فيرو
الحوليات الليبية
منذ الفتح العربي حتى الغزو الإيطالي
ترجمة : د . محمد عبد الكريم الوافي
الطبعة الثانية / 1983 م
المنشأة العامة للنشر والتوزيع والاعلان
طرابلس – الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية.
* مجلة الشط – الثلاثاء / 10 من ذى القعدة / الموافق 15 من شهر النوار 1430 ميلادية / العدد 508
* أحمد زارم
مذكرات … صراع الشعب الليبي مع مطامع الاستعمار
منشورات : الدار العربية للكتاب / 1943 – 1968 م
* محمد الأسطى
وَرَقات مطويّة
منشورات : المنشأة العامة لنشر والتوزيع والاعلان / طرابلس – الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية / 1983 .
محمد بن مسعود
معالم ليبية بشتى الأبحات والصور
منشورات : مطابع وزارة الاعلام والثقافة – طرابلس .
* أحمد بك النائب الأنصاري الطرابلسي
المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب
منشورات : مكتبة الفرجاني / طرابلس الغرب – ليبيا.
* مجلة الوثائق والمخطوطات السنة الثانية / العدد الثاني / 1987 م
منشورات : مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الايطالي.
* ألقاب من بعض الحرف التقليدية الليبية
ترجمة : على الصادق حُسنين
مقالة من مجلة : “تراث الشعب “العدد 2 “مسلسل 37 “السنة 18 – 1427 ميلادية / 1997 ف .
وللمزيد عن هجرة بني شروس إلى طرابلس انظر كتاب (إلينا ألبريني – الحلي الليبية):
Elena Schenone Alberini
Libyan Jewellery: A Journey Through Symbols.
Araldo De Luca

Nov. 1998 in Italyالختالي
بوبرنوسة / يو
سف أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهجرة في التاريخ الليبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قرعة دوري الدرجة الاولى الليبي لكرة القدم 2010\2011 : وموعد إنطلاق الدوري الليبي
» قصة سراقة مع النبي عند الهجرة
» القبائل الليبية و الجغرافيا و الهجرة
» من غرائب التاريخ
» ˆ~*¤§( أشهر المعاقين في التاريخ )§¤*~ˆ°

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بدو ليبيا :: !~¤§¦ من ذاكرة الزمن ¦§¤~!-
انتقل الى: